Close

عيال حرام!

دخلت البارحة في نقاش حامي الوطيس مع أحد زملائي المهندسين الذي التحق قبل أيام من الخليج، و “زيجور” أو “Zegor” هو مهندس أسباني الجنسية و إن كان يرفض الاعتراف بذلك بداعي أنه من إقليم (الباسك) أو دولة الباسك كما يصر على تسميتها ، و إقليم الباسك يقع في شمال أسبانيا و يطالب بالإنفصال عن الدولة منذ سنوات طويلة و لعلكم سمعتم بمنظمة (إيتا) الإنفصالية التي تقوم بتنظيم بعض العمليات الإرهابية بين الفينة و الأخرى في محاولة منها للضغط على الحكومة الأسبانية للسماح لهم بالإستقلال، فإقليم الباسك غني بالثروات الطبيعية فضلا عن قيام كثير من الصناعات المحلية على أراضيه.

بدأ ذلك الحوارعندما تجاذبت معه أطراف الحديث عن حياته العائلية، فأخبرني بأنه يعيش مع صديقة له منذ ما يقارب الست سنوات دون زواج و دون أن يفكر حتى بذلك، و لم يكن ذلك مفاجأة بالنسبة إلي فهذا أمر شائع جدا في أروربا و الغرب بصفة عامة، فالمسألة عندهم لا تتعدى أكثر من لقاء بين شاب و فتاة في (بار) أو (ديسكو) ليعيشا بعد ذلك معا تحت سقف واحد مارسان خلالها حياة الأزواج بكافة تفاصيلها و تسير بهم الحياة على هذا المنوال فقد يرزقان بالولد تلو الولد دون أن يجمعهما رابط شرعي، لذلك لا غرابة أن يكون أكثر من نصف عدد المواليد في أروبا أولاد زنا أو كما نقول بالعامية (عيال حرام!) بعد أن بينت آخر الإحصائيات أن نسبة العلاقات خارج نطاق الزوجية في ازدياد مضطرد!

“زيجور” من كلامه لا يفكر مستقبلا في أن ينجب أكثر من طفلين و بعدها سيوقف الإنتاج بشكل نهائي بطريقة غريبة نوعا ما قد لا يصلح المقام لذكرها، فتربية الأطفال مكلفة جدا على حد قوله.. و إنجاب أكثر من طفلين قد تؤدي إلى (خراب بيته)!

طبعا لم تفلح محاولاتي في إقناع السيد “زيجور” بالعدول عن قراره (المؤلم) فحولت دفة الحوار إلى منحنى آخر فسألته عن رأيه في العلاقات المثلية المنتشرة في أرووبا و بالتحديد عن الشواذ جنسيا، و هذه المرة نزل الجواب علي كالصاعقة عندما فوجئت به بخبرني بأنه لا يعترض أبدا على وجود الشواذ فمن وجهة نظره أن أساس تكوين أي علاقة هو الحب حتى لو جمعت تلك العلاقة رجل برجل أو امرأة بامرأة، والجنس في هذه الحالة ما هو إلا وسيلة للتعبير عن هذا الحب!

و غدا نكمل تفاصيل بقية هذا الحوار المثير.

(754)