- وقفت تلك السيارة الفارهة ذات الدفع الرباعي أمام بوابة إحدى كليات الفتيات بعد انتهاء الدوام الرسمي لتنزل منها خادمة آسيوية متجهة نحو مبنى الكلية، فقلت لنفسي لابد أنها ذاهبة للبحث عن فتاة العائلة وإخبارها بأنها و (الدريول) بانتظارها في السيارة فربما هاتفها المتحرك أصابه (فايروس) كالذي أصاب إحدى أنواع الهواتف المتحركة في تلك الأيام وأصابها بالشلل التام مما استلزم نزول الخادمة بنفسها! لكن سرعان ما ظهرت ست الحسن و الجمال تمشي متهادية بين يمنة و يسرة في مشية أشبه ما تكون بعروس متجهة نحو (الكوشة) و من ورائها الخادمة المسكينة تحمل بين يديها ملفا- كالذي يقتنينه معظم طالبات تلك الكلية لحفظ المذكرات- أجزم بأن عدد الأوراق التي بين دفتيه لا تتعدى الثلاثة أو الأربعة على أكثر تقديرأي بإمكان طفل في الحضانة أن يحمله بسهولة دون أية مساعدة، بينما انشغلت (سندريللا) بإمساك (الغشوة) الخفيفة خشية أن تسقط من على وجهها و ينكشف المستورهذا بالرغم من سكون ذلك اليوم وعدم وجود حتى (نسمة هوا)!فإن لم تستطع تلك الفتاة حمل ملف لا يزيد وزنه عن 400 جرام و أن تمشي به لأمتار قليلة فكيف لها أن تحمل بين أحشائها جنينا (يرافس) قد يقلق مضجعها لمدة تسعة أشهر؟!..شهدنا في السنوات الأخيرة ظهور الحقائب المزودة بعجلات لتخفيف عبء الكتب الثقيلة التي يحملها أطفال المدارس على ظهورهم فهل سنشهد في الأيام القليلة القادمة ظهور (ملفات أبو تواير) كي تخفف على فتياتنا؟… من يدري؟!
- فقدت كثير من المساجد قدسيتها و تحولت إلى ما يشبه قاعات حفلات بسبب إصرار بعض المصلين على إبقاء هواتفهم المتحركة مفتوحة أثناء تأدية الصلاة، فلا أتذكر أنني أديت صلاة بهدوء و خشوع في الفترة السابقة مع الرنات المتنوعة المقتبس أغلبها من الأغاني العربية الهابطة و التي أصبحت هواتف هذه الأيام (تصدح) بها في مساجدنا هذا بالرغم من الملصقات الإرشادية التي تنبه المصلين إلى ضرورة إغلاق هواتفهم المتحركة قبل الدخول إلى المسجد وتنبيه أئمة المساجد مرارا و تكرار إلى هذه النقطة، و أكثر ما يثير غيظي عندما يرن هاتف أحدهم أثناء الصلاة و يتركه يرن و يرن و يرن إلى أن (تلوع جبد) الهاتف و المصلين معه دون أن يحرك ساكنا (ما صار خشوع!) بداعي أن إغلاقه للهاتف يعتبر من الحركات المبطلة للصلاة،أعتقد أنه إذا استمر الحال على ما هو عليه قد تضطر وزراة الأوقاف إلى إصدار تعميم يقضي باستبدال الزخارف و الآيات القرانية التي تزين مساجدنا بعبارات (محفورة) على الجدران مثل : “لا للهاتف المتحرك”، “وجودك يسعدنا و هاتفك المتحرك يزعجنا” لعل و عسى يرتدع من في قلبه مثقال ذرة من حياء!
- بعد التخفيضات الأخيرة من إتصالات أصبح الإقبال منقطع النظير من قبل السيدات و الفتيات على اقتناء بطاقات واصل المدفوعة مقدما حتى أن البعض صار يشتريها (بالجملة)، مما ولّد ضغطا شديدا على الشبكة زادت بسببه الأعطال و المشاكل فيها وأساس ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى ثرثرة الحريم وسوالفهم التي لا تنتهي! لذلك أقترح على مؤسسة إتصالات الموقرة مجموعة من الحلول التي قد تستطيع حل هذه المشكلة جذريا أولها أن تقوم (بتذكير) شبكة واصل القديمة و قصر مشتركيها على الرجال فقط مع إطلاق شبكة خلوية جديدة منفصلة تماما عن خطوط شبكة واصل القديمة تخصص للنساء فقط و ليطلق عليها اسم : شبكة (نواعم للجنس الناعم) تحت شعار :”مع نواعم.. تبقين على اتصال دائم!”، و يا حبذا أن تقوم اتصالات باستبدال مبلغ العشرة دراهم المجانية التي لا تسمن و لا تغني من جوع بـ10 (مسجات) رومانسية أو 10 رنات عصرية تمنح لكل (مشتركة) جديدة!!
- فوجئت مثل غيري من سكان البناية التي أقطنها بقيام أحد المندوبين بتوزيع إعلان لإحدى أنواع السجائر المعروفة عند مدخل كل شقة بعد أن استطاع التسلل خفية دون أن تراه أعين الناطور، لكن يبدو أن تلك الشركات نسيت أو تناست أن تلك المنازل يسكنها أطفال و مراهقون قد ينجذبون سريعا إلى مثل هذه الإعلانات البراقة خصوصا إذا ما تضمنت عبارات كالتي وردت في ذلك الإعلان:” تمتع بنفس المذاق الرائع لسيجارة (……) و لكن في علبة جديدة بألوان زاهية”! (حلاو هي و للا شو؟!)، ألا تكفينا الإعلانات التي أغرقت صحفنا المحلية و مجلاتنا لتأتي شركات التبغ تنشر سمومها عند أبواب منازلنا، فإعلانات صغيرة مثل هذه لها القدرة على هدم جهود سنوات طويلة تقوم بها وزارة الصحة في مجال مكافحة التدخين (و تسألون ليش عدد المدخنين في ازدياد)!
- وقفت ذات مرة عند إحدى التقاطعات قبيل مغرب الشمس بقليل، و إذا بي أسمع صوت إزعاج شديد يكاد يصم الآذان فالتفت حولي باحثا عن مصدر تلك الضوضاء المزعجة ظنا مني أن عيناي سوف تقع على مجموعة شباب يركبون إحدى السيارات الرياضية المكشوفة و (معلّين) على صوت الراديو في منظر مألوف جدا هذه الأيام، و لكنني تفاجأت أن ذلك الإزعاج كان صادرا من سيارة صغيرة (ربما حجم الراديو فيها أكبر من حجم المحرك!) تقل عائلة عربية تتكون من رجل و امرأتان متوسطي العمر قاموا بضبط موجة الإذاعة على إحدى قنوات الإف إم المحلية و رفع مستوى الصوت إلى أعلى درجة، و الأدهى من ذلك و أمر أن الرجل- و هو سائق السيارة- اندمج اندماجا كليا مع الأغنية أو ربما انتابته نوبة صرع مفاجئة فأخذ يصفق بشكل هستيري في حين انهمكت إحدى السيدتان بالرقص و التمايل في محلها بإيقاع متناغم مع التصفيق و لحن الأغنية لتهتز معها السيارة في مشهد ذكرني بجلسات (الزار) الشيطانية، و أجزم أنه لو طالت بنا فترة الانتظار لما ترددا من الخروج من السيارة و الرقص عند الإشارة الحمراء رقصة (دلعونا) أو (الهوارة) في عرض حي و مباشر أمام الناس المتابعة باستغراب للمهزلة الحاصلة، عندها تذكرت قول الشاعر:”إذا كان رب البيت بالدف ضاربا…..فشيمة أهل البيت (الهز) و الرقص”!!
- أشفق كثيرا على كثير من الطرق و الشوارع في العاصمة أبوظبي بسبب أعمال التصليحات و الصيانة عليها (الي ما تخلص)، هذا بالرغم من أن العمر الفعلي لبعضها قد لا يتعدى البضع سنوات، و أكثر شارع (يتقطع قلبي) عند مروري عليه هو شارع (السلام)- خصوصا نهايته المتصلة بالطريق الدائري الشرقي- حيث اكتشفت مؤخرا أنه (اسم على غير مسمى) فهو لم يهنأ بالسلام قط منذ سنوات عدة بسبب سلسلة التصليحات التي تطال فروعه بين الفترة و الأخرى، فتارة يغلق بسب تغيير أنابيب المجاري (من زود المطر!) و تارة أخرى لتمهيد جزء من الطريق تم رصفه قبل شهور قليلة! و آخرتلك السلسلة هي القيام بعملية توسعة و إضافة حارة جديدة في ذلك الشارع الحيوي الذي يعد أحد المداخل الرئيسية للمدينة، و هنا أتساءل من المسؤول عن هذا التخبط (الإسفلتي) الحاصل؟ ففي حين نجد أن هناك طرق و شوارع رئيسية تربط بين العديد من المدن و الإمارات في الدولة ترصف و تمهد في أزمنة قياسية و بمواصفات عالية مازلنا نقوم (بترقيع) شوارع و طرق داخلية تعتبر حديثة قياسا بفترة النهضة القصيرة نسبيا التي تعيشها الدولة، و لو فرضنا أن الحاجة ماسة لإجراء تحسينات وتعديلات فلماذا لا تنجز مرة واحدة بدلا من سياسة (التقسيط المريح) التي يتبعها المقاولون و يستغلونها أحسن استغلال؟ و السؤال الأهم هو: لماذا لم يتم التخطيط مسبقا لتهيئة طرق المدينة لاستيعاب النمو المضطرد في أعداد المركبات التي تخرج سنويا إلى شوارع المدينة و بالتالي التخفيف من حدة الازدحام التي أصبحت تزداد يوما بعد يوم؟ (و للا فالحين بس تحطون مطبات؟!).