قهوة ويوتيوب و أشياء أخرى!

حسنا منذ فترة لم أكتب شيئا لا في المدونة ولا في أماكن أخرى، لم أنتبه لهذه الحقيقة إلا عندما وصلني إشعار عبر الإيميل من شركة اتصالات ينبهني بموعد تجديد (المعرف) أو الدومين نيم الخاص بالمدونة، ولا أخفي عليكم أنني لبرهة خطر في بالي أن لا أقوم بعملية التجديد وأن أضع نقطة في نهاية السطر لهذه المدونة التي بدأت الكتابة فيها سنة 2004 (يااااه 14 سنة!)  خصوصا بعد أن قلت تحديثاتي للتدوين في الفترة الأخيرة ليس بسبب كثرة المشاغل ولكن بسبب قلة الشغف وضعف التفاعل وأيضا تغير الاهتمامات، لكنني في نهاية المطاف قررت تجديد الدومين لسنة أخرى لعل وعسى يستفيد أحد العابرين القلائل من درس مرتبط بالتصوير أو تنجح إحدى التدوينات الساخرة ضمن الأرشيف في رسم البسمة على وجهه.. أيضا لدي مشروع لتحويل هذا الموقع لمعرض صور وأرشيف للفيدوهات التي أنشرها على اليوتيوب… الجميل في الموضوع أن عملية التجديد أصبحت سهلة وسلسلة عبر الموقع الإكتروني مقارنة بالسابق حينما كان يتطلب منك زيارة أحد فروع شركة اتصالات والدفع هناك.

كنت أظن أن عصر التدوين الشخصي قد انتهى وأن اغلب مرتادي الشبكة العنكبوتية يميلون أكثر لزيارة منصات أخرى مثل الفيسبوك واليوتيوب والانستغرام وغيرها، لكنني فوجئت بوجود مجموعة من المدونات النشطة منها على سبيل المثال مدونة أروى العمراني، مدونة خفيفة وظريفة صاحبتها تشارك قراءها تجاربها كفنانة وزوجة وأم، وماشاء الله لديها زخم كبير مقارنة بمدونات أخرى معروفة وأقدم منها بكثير ذكرتني بالصخب الجميل في المدونة قبل عدة سنوات، عندما كان عدد التعليقات على كل تدوينة يتجاوز الأربعين والخمسين تعليق… (كم أفتقد تلك الأيام الجميلة 🙁 )… بلا شك جودة المحتوى في هذه المدونة وتجارب صاحب المدونة الجميلة هي أحد أسباب نجاحها علاوة أنها أنها تستهدف الفتيات من سن العشرين للثلاثين ممن يشكلون الشريحة الأكثر حضورا على الشبكة العنكبوتية.

أنا على قناعة دائمة أن التميز يكمن في استعراض التجارب الشخصية والحياتية سواء ككاتب أو مدون أو صانع محتوى مرئي- راجع احصائيات مبيعات الكتب الشخصية وعدد مشاهدات المقالات والمقاطع المرئية التي فيها سرد لتجربة شخصية وسترى بنفسك-  فالحصول على المعلومة الموثوقة بات سهلا جدا هذه الأيام عبر الفضاء المعلوماتي المفتوح (الله يخلي العم قوقل) لكن استعراض التجارب الشخصية الثرية كالسفر و صنع الأدوات أو تجربة أشياء أو برامج جديدة لايمكن أن تجدها سوى في أماكن محددة بين دفات الكتب وبين أسطر التدوينات و مقاطع الفيديو ، وأغلب الشباب لديهم الشغف والفضول لمعرفة تجارب غيرهم وتطبيقها والاستفادة منها، أظن استعراضي لتجربتي الثرية على متن السفن كانت إحدى نقاط تميز هذه المدونة وسبب من أسباب جماهيريتها في فترة من الفترات.

كما ذكرت في بداية هذه التدوينة فسلم الأولويات يتغير بشكل مستمر على امتداد عمر الإنسان، وهو ما ينعكس على اهتماماتك وهواياتك،قبل عدة سنوات كنت شغوفا بالكتابة  وكان هذا الشغف مسيطرا علي طول الوقت، أذكر أنني كنت أحمل معي كراسة أدون فيها رؤوس أقلام لمقالات ومواضيع، كان هذا الشغف مسيطرا علي لدرجة أنه كان يلهيني عن التركيز خلال محاضرات الجامعة، كنت أشارك من حولي من المهتمين رأيهم في مقالات ساخرة كتبتها أو أنوي كتابتها، تحول هذا الشغف بعد فترة نحو التصوير الفوتوغرافي الذي سلب عقلي وتفكيري وأيضا استنزف مافي جيوبي بسبب الهوس المحموم نحو شراء الكاميرات وملحقات التصوير في سبيل الحصول على صورة جميلة، ومؤخرا وبالتحديد قبل سنة بدأ الشغف يتوجه نحو اليوتيوب وتصوير مقاطع الفيديو، وأظن هذا التحول أحدث نوع من التوازن كون صناعة المحتوى تجمع ما بين التدوين من كتابة رؤوس أقلام وسناريو وما بين التصوير وهو التغيير الذي أحتاج له بعد فترة من الرتابة ضمن إطار التصوير الفوتوغرافي… (لا تنسى الاشتراك في قناتي عبر هذا الرابط)

أما آخر هواياتي فمؤخرا دشنت دخولي  إلى عالم تحضير الايسبريسو والقهوة المختصة، وسبحان مغير الأحوال فإلى ما قبل سنتين تقريبا كنت لا أستسيغ  شرب القهوة ولا أي من منتجاتها أبدا (اكتشفت لاحقا أن السبب هو رداءة القهوة التي تحضر في المقاهي التجارية مثل ستار بكس وكوستا وغيرها)، والآن بات روتيني اليومي يتطلب شرب كوبين من مشروب اللاتيه الساخن على الأقل مع تجارب مستمرة في الرسم (Latte Art) مازلت غير متقنها حتى الآن!

ألم أقل لكم أن الاهتمامات تتغير بشكل مستمر على امتداد عمر الإنسان بااإضافة إلى الذوق!

كان من المفترض أن تكون هذه التدوينة مجرد أسطر بسيطة (تسجيل حضور)  إلا أنني وجدت نفسي أسترسل وبشكل غريب،  أتمنى أن أقرأ تعليقين أو ثلاثة منكم على هذه التدوينة تحمسني على كتابة ولو تدوينة بشكل أسبوعي تبقي العلاقة بيني وبين القلم (أو الكي بورد)…فالتفاعل هو وقود أي مجهود يُبذل..بلغت سن الأربعين قبل أيام وكنت أود أن أفضفض قليلا كما فعل الصديق أبو أياس أو ربما أحكي لكم عن تجاربي المستمرة مع القهوة المختصة.. كل ما أحتاجه هو إشارة أن هناك أحد يقرأ ما أكتب!

دمتم بود…

 

 

(4292)

أعجبتك المقالة ؟ يمكنك مشاركتها مع أصدقائك

أسامة

أسامة الزبيدي، مدون ومصور فوتوغرافي , من مواليد العاصمة الإماراتية أبوظبي في 1978 بحار سابق وموظف حالي ورجل أعمال على قد حاله

27 تعليقات -- هل تود أن تترك تعليق ما ؟

هذا الرمز * يعني أن الحقل مطلوب . بريدك الإلكتروني لن يتم نشرة

اترك تعليقاً