كثيرا ما نسمع عن الأمان في دبي، لكن أن تعيشه بنفسك فالأمر مختلف!
فقبل عدة أيام حدث لي موقف بسيط في ظاهره، لكنه ترك في داخلي أثرًا كبيرًا، كنت أتمشى مع العائلة في دبي كريك هاربور “Dubai Creek Harbour” والذي أوره لأول مرة، وقررت أن أصطحب معي الكاميرا على غير العادة خصوصا بعد أن تعودت أن ألتقط أغلب الصور باستخدام الجوال، وفجأة تذكّرت أنني نسيت شيئًا في السيارة، فتركت الكاميرا مع الأهل وعدت لإحضاره، بعدها أكملنا جولتنا في المكان كالمعتاد ثم عدنا إلى الفندق، وبينما كنا نصعد إلى الغرف تذكرت الكاميرا فسألت زوجتي عنها، فجاءني الرد الصادم: “تركناها على الطاولة في المكان الذي كنا نجلس فيه”!
الكاميرا ليست رخيصة، ولها قيمة معنوية كبيرة عندي، لكن الغريب أنني لم أشعر بأي قلق أو توتر، كنت هادئًا وواثقًا وعندي احساس داخلي بأنني سأجدها، وبما أن الوقت كان متأخرًا وموقع الفندق بعيد نسبيا قررت أن أذهب في اليوم التالي، وفعلا ذهبت إلى المكان، وشرحت الموقف لرجل الأمن الذي سألني عن مواصفات الكاميرا، ثم قال: “لم نستلم شيئًا بهذه المواصفات حتى الآن، لكن يمكنك تعبئة هذا النموذج، وسنتواصل معك إن وُجدناها.”
ملأت النموذج، وشكرته، ثم غادرت وأنا أقول لنفسي: “إذا كانت مكتوبة لي، فسأسترجعها بإذن الله”، ومضيت في يومي مع العائلة، دون أن أفكر كثيرًا في الأمر، وقبل غروب الشمس، تلقيت اتصالًا من مكتب الأمن في كريك هاربور، وإذا بالموظف يخبرني بصوت مطمئن: “لقد وجدنا الكاميرا، يمكنك الحضور لاستلامها”.
سبحان الله… كان إحساسي في محله، وثقتي لم تكن في غير موضعها، هذا الموقف أكد لي من جديد أن الأمان في دبي وفي الامارات عموما ليس مجرد شعارات اعلامية تقال، بل واقع ملموس نعيشه كل يوم.
لو أن هذا الموقف حدث في مدينة كبرى أخرى كلندن أو باريس، لربما كان ذلك أخر عهدي بها، إنها دبي يا سادة!
بالمناسبة الكاميرا هي Fuji X100V والتي أعشق شكلها العتيق وأستمتع بتصويرها، هي ليست الاصدار الأخير لكن مازالت تباع مستعملة بسعر مرتفع نسبيا. أمتلك الاصدارين الأول والثاني منها
ختاما إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمدونة و أعجبتك هذه التدوينة فيسعدني اشتراكك في القائمة البريدية لكي يصلك تنبيه حالما أقوم بنشر تدوينة جديدة، ذلك سيكون لي دافع قوي للاستمرار
(25)
مبارك عليك استرجاع الكاميرا. إذا فقدتها فلن تفقدها هي فقط، لكن سوف تفقد معها آخر صور كانت بها ولم تحولها إلى اللابتوب.
هُناك جزء ناقص من القصة: وهي من وجدها ولماذا لم تجدها فور إبلاغك عنها
الحمدلله جت سليمة كما يقولون، وفعلا تقطة القلق الوحيدة من ضياع الكاميرا كانت وحود بعض الصور العائلية في ذاكرة الكاميرا والتي نسيت نسخها للحاسوب ومن ثم مسحها.
وايضا انا مثلك اتساءل من وجد الكاميرا ولماذا تاخر عن تسليمها للامن مع ان الحادثة مر عليها اكثر من ٢٠ ساعة، ربما صحى ضمير من وجدها متأخرا .. المهم انني استرجعتها
أنا كذلك لدي قصة غريبة في سرقة هاتفي، حيث كنت أضعه امامي في السيارة في مكان مكشوف، وأوصلت أحد زملائنا إلى موقف المواصلات العامة، فسألني أحدهم من محاذات الباب الخلفي وليس أمامي مباشرة: هل توصلنا إلى مشوار، أي كأني يظنني سيارة أجرة، فأخرجت رأسي من النافذة لأنه كان بعيد وقلت له ماذا، فأعاد الكلام فقلت له لا. بعد فترة كلمني صاحب سيارة بماحاذاتي قال لي سرقوا هاتفك، فنظرت فوجدت الهاتف غير موجود، ثم مباشرة جاء شخص آخر أرجع لي الهاتف، فقال صاحب السيارة الذي نبهني لهذا الشخص أنت من سرق الهاتف ولم يرد عليه. ولم أفهم من سرقه ومن هو الشخص الذي أرجعه، كانت القصة كلها في ثواني لم أنطق خلالها بأي كلمة ولم أفهم جيداً ما حدث. لكن أدركت أن من سألني عن المشوار أنه كان متواطيء مع السارق
قصتك عجيبة صراحة، فانا مثلك احترت من الشخص الطيب فيها من الشرير 🙂