مسلسل فريج الكرتوني نجح في لم شمل الصغار و الكبار يوميا على مائدة الإفطار، عبر تقديمه لكوميديا كرتونية بنكهة إماراتية خالصة ، إلا أنني تمنيت لو استغل الأخ محمد سعيد حارب (مبتكر ومخرج و مؤلف ومنفذ ورسام ..إلخ) المسلسل نجاح الجزء الأول الذي بدأ عرضه السنة الماضية في الارتقاء بمستوى المسلسل على اعتبار أن طاقم العمل يدخل هذه السنة متسلحا بخبرة السنة الماضية ومستعينا برعاية متميزة من العديد من الشركات والمؤسسات التي شجعها نجاح الجزء الأول، إلا أن حارب فاجأنا هذا العام بسيناريوهات غريبة وأحداث مفككة تفتقد للترابط في معظم الحلقات هذا بالرغم من استعانته بكاتبة السناريو آمنة المنصوري وجيش من الشعراء، إلا أن ذلك لم يضف للعمل كثيرا باستثناء تطور ملحوظ في الجرافيكس متمثلا في تشكل معالم العيايز الأربع وكذلك تحسن في المؤثرات السمعية والبصرية ، ولكن كانت السقطة الكبرى في رأيي عندما تم عرض الحلقة 12 من المسلسل والذي كان يدور حول “توبة أم خماس” الشخصية الأبرز في المسلسل، فيبدو أن الحماسة الزائدة أخذت بكاتبة السيناريو الأخت نجلاء الشحي لتقع في المحظور وذلك عندما تطرقت إلى قضية التدين والمتدينين والتي تعتبر حساسة جدا يحتاج الخوض فيها إلى حنكة وتمرس لا أن يتم التعاطي معها بهذه الطريقة الساذجة والسطحية.
هذه الحلقة ذكرتني ببعض الأفلام المصرية التي تصور الملتزمين على أنهم مجرد مرتزقة ونصابين لا يأخذون من الدين إلا قشوره والذي تمثل في نقاب أم خماس الأخضر وقفازات يديها الخضر، أما المشهد السخيف والذي ظهرت من خلاله (المفتية) أم خماس وهي تتلاعب بأقوال الأئمة و الفقهاء عبر ترديدها:” قال البهبهاني.. عن فلان وعن فلتان” فقد نجح في رفع مستوى ضغط الدم ونسبة السكر لدي بعد أن أثارني مشهد (الأقزام) المتنقبات والمتحلقات حول أم خماس وإحداهن تستفتي عن جوازأخذ الخياط الهندي لقياس المرأة وإظاهر مقدمة شعر الرأس، و أخيرا سؤال حول فريضة الحج.. الذي صار مستحبا على رأي الشيخة أم خماس..وأم سلوم بجانبها تكرر التكبير بشكل سخيف ومبالغ فيه!
ليس عندي شك أو سوء نية نحو طاقم العمل فمضمون الحلقة معروف وواضح ولكن كان بالإمكان تناول هذه القضية الشائكة بشكل أفضل من ذلك بكثير لو تم استعراض مضمون الحلقة على جهة رقابية وتشريعية ليققيمها قبل عرضها على الجمهور الذي يمثل الأطفال والمراهقين شريحة كبيرة منه، فقضايا الإسلام والمسلمين أكبر و أرفع من أن يتم تناولها في مسلسل كرتوني.
آخر الكلام:-
أتمنى أن لاتكون هذه الحلقة بداية إفلاس فكري لفريج وأن لا يتعدى الأمر كونه مجرد كبوة جواد…وتذكر يا محمد سعيد حارب..أن غلطة الشاطر بألف.
روابط ذات صلة:
توبة أم خماس…وسقطة الكرتون | علي العمودي- صحيفة الإتحاد
تعديل:
أعلم أنه من المفترض أن أراعي حقوق الملكية الفكرية لكن لابأس من بعض الإستثناء …..اضغط هنا لتحميل هذه الحلقة… واحكم بنفسك
(1486)
29 تعليقات -- هل تود أن تترك تعليق ما ؟
هذا الرمز * يعني أن الحقل مطلوب . بريدك الإلكتروني لن يتم نشرة