Close

بركات الخليج!

مرح و فرح وإثارة هي العناوين التي سوف تتصدر الأيام الأربعة القادمة، حيث من المقرر أن نصل إلى مياه الخليج العربي يوم الجمعة صباحا و بالتحديد إلى مدينة دبي التي سنلقي مراسينا قبالة شواطئها لمدة يومين و نيف قبل أن نتوجه لتحميل شحنة جديدة من الغاز، و هاهي بشائر الخير تهل علينا من جديد مع عودة الروح لكل من جهازي التلفاز و الهاتف المتحرك بل أنا بدوري أحس بأن الحياة دبت في أوصالي بعد فترة ليست بقصيرة من الانعزال عن الناس و العالم.

تعودت منذ زمن طويل على حقيقة عدم السماح بالنزول إلى أرض اليابس و الاكتفاء يرؤية رمال الشاطئ و طيف العمران من بعيد، إلا أن مجرد وجودي على مياه الخليج يشعرني بالدفء و الراحة النفسية ..يشعرني بالأمان الذي أفتقده عند عبوري لجميع البحار و المحيطات في طريقنا شرقا و غربا …. يشعرني هذا الخليج -المعتز بعروبته رغم أنف من يدعي خلاف ذلك- أنني بين أهلي و وطني و قريب جدا منهم حيثلا تفصلني عنهم سوى أميال بسيطة.

اللون الأزرق كان رفيقا لنا طوال الرحلة ذهابا و إيابا إلا أن مياه الخليج أكثر زرقة و سماء الخليج أكثر صفاءا و نسمات الخليح أكثر عليلا و أمواج الخليج أكثر هدوءا….لذلك لا غرابة أنني أعشق هذا الخليج حتى النخاع.

من الإيجابيات القليلة لحياتي البحرية حالة الجفاء التي بيني و بين جهاز التلفاز الذي يلقى عليه لوم فساد كثير من أبناء هذه الأمة، حالة جفاء و خصام حاد بيني و بين هذا الجهاز حتى عندما أكون على أرض اليابس بعد أن استطاع أن ينتزع جهاز الحاسوب وقتي منه انتزاعا- باستثناء بعض فترات الود التي أقضيها في مشاهدة برامج قناتي الجزيرة و إقرأ!- ، ربما يرجع ذلك لتعودي على عدم الاستفادة منه خلال رحلاتي الطويلة ، إلا أن شهيتي مفتوحة ليست للأكل بقدر ما هي مفتوحة لمعرفة آخر المستجدات العالمية و العربية و الرياضية و لا مفر من استثمار (بركات الخليج) في متابعة برامج التلفاز (المفيدة) و نشرات الأخبار في ظل عدم وجود صحف و جرائد محلية و كلفة الاتصال بشبكة الانترنت لإشباع فضولي في هذه الناحية.

سأضطر آسفا للانقطاع عن تحديث الموقع لبضعة ايام لإنشغالي مع بقية المهندسين في إجراء بعض عمليات الصيانة العاجلة كما أنني سوف أتفرغ فيما تبقى لي من وقت لاستثمار تلك (البركات المجانية) التي سوف تحل على هاتفي المتحرك، فلدي قائمة طويلة من الاتصالات التي يتوجب علي القيام بها قبل أن (يطير) الإرسال و يصبح الهاتف المتحرك جثة هامدة لا حراك فيه!

و إلى لقاء قريب بعد أن تنصرف عنا بركات هذا الخليج المعطاء!

(2513)