ذهبت البارحة مع أحد الأصدقاء لزيارة فعاليات معرض الكتاب والمقام حاليا في مركز أرض المعارض في مدينة أبوظبي، وعلى غير العادة لم أشتري سوى كتاب واحد كوني أملك العديد من الكتب التي مازالت حبيسة الأرفف، أغلبها من دورات سابقة للمعرض أو خلال زياراتي لبعض المكتبات المحلية بناء على نصيحة صديق أو بعد مشاهدة لملخص الكتاب على اليوتيوب، الكتاب الآخر الذي كنت أرغب بشرائه لم أجده في المعرض حتى في دار النشر التي قامت بإصداره وكانت مشاركة في المعرض وهو كتاب سياسي للدكتور عبدالله الشايجي من الكويت.
صديقي الذي رافقني في هذه الزيارة كان على العكس تماما بعد أن قام بشراء مجموعة كبيرة من الكتب، العجيب أن اقتناءه لجميع هذه الكتب كان بدون تخطيط مسبق، فعملية الاختيار كانت ترتكز بشكل مباشر على دردشة مع البائع يطلب فيها أن يرشح له عناوين لأفضل الكتب مبيعا خلال المعرض تتبعها نظرة خاطفة لأغلفة تلك الكتب التي تم ترشيحها وعناوينها ومن ثم تصفح سريع للفهرس وتقليب لبعض الصفحات العشوائية ضمن الكتاب وما ينال استحسانه يجد طريقة إلى حقيبة المشتريات!
استراتيجية صديقي ذكرتني بما كنت أفعله في الدورات السابقة وهو الفخ الذي بسببه اشتريت العديد من الكتب كثير منها لم أستطع اكماله لان معايير الاختيار كانت خاطئة من البداية كونها ترتكز على ذوق الجمهور وسياسة القطيع وليس على ذائقتي الشخصية، لذلك صرت الآن أكثر حرصا في عملية الاختيار ولم تعد الأغلفة البراقة والعناوين المثيرة تحمسني لشراء أي كتاب ولكن صرت أكثر اعتمادا على ترشيحات القنوات المختصة بمراجعة الكتب على اليوتيوب ومراجعات موقع Goodreads
لكن للأمانة فالكتاب الوحيد الذي اشتريته البارحة اتبعت فيها نفس الاستراتيجية لكن عزائي أنه كتاب سياسي كوني مركز في الفترة الأخيرة على قراءة الكتب السياسية!
أنوي الذهاب مرة أخرى للمعرض لكن هذه المرة مع الأولاد بعد أن رفضت أن يشاركوا في الرحلة المدرسية لزيارة معرض الكتاب هذه السنة كوني أرغب أن أشاركهم في عملية اختيار ما يناسبهم من كتب حسب الفئة العمرية المناسبة لكل واحد منهم وهو بالعادة ما لا يتحقق في مثل هذه الرحلات.
من ضمن أهدافي أن أقرأ هذه السنة ٢٥ كتاب لكن لكي أحقق هذا الهدف علي أن أتخلص أولا من الملهيات التي تمنعني من القراءة على رأسها إدمان استخدام الهاتف والسوشال ميديا، وقد بدأت فعليا بخطوات عملية لكي أتخلص من هذا الإدمان وتخصيص وقت ثابت للقراءة، أيضا أحتاج لشراء خزانة كتب جديدة وأن أختار لها مكان استراتيجي في الصالة لجعل الكتب سهلة وفي متناول يد الأولاد وقمع أعذارهم المستمرة في عدم وجود وقت كافي للقراءة!
الطريف أن صديقي اعترف لي (بعظمة لسانه) كما يقولون أنه لا يمتلك الوقت الكافي للقراءة وأنها ليست من أولوياته حاليا، فهو يقضي الوقت المتبقي من يومه بعد العودة من العمل، إما في ممارسة رياضة الجري أو لعب الفيفا على جهاز البلاي ستيشن، إلا أنه يمني نفسه أنه سيقرأ هذه الكتب في يوم ما…ربما بعد التقاعد!!
أترككم مع بعض الصور ( ضع المؤشر على الصورة لقراءة الوصف)
(79)
فكرة وضع خزانة الكتب في مكان يسهل استخراجها فكرة جيدة، ومن المفروض أن تطبق في كل بيت، وخاصة المراجع الدينية. و المعاجم.
بالفعل.. ولكن للأسف تأخرت كثيرا في وضعها..
شكرا على مرورك الكريم
نعم فكرة جيدة أن تنصح أولادك في شراء كتب معينة، لكن عندما يصلوا مرحلة من عمرهم يستطيعون اختيار الكتب بأنفسهم، لكن مع ذلك اﻷفضل الذهاب معهم
صحيح.. وفي البداية حاولت معهم أن يشتروا كتب السيرة النبوية وتراجم الصحابة..وفي الدورة القادمة سأحرص على أن يجهزوا قائمة بالكتب التي يودون شراءها بأنفسهم
ما شاء الله عليك يا أسامة، زمان يا فن، تجولت في wayback machine بعدما اشتقت إلى انترنت بداية الألفية، وتجولت بين ما أذكره من المدونات والمواقع والمنتديات التي أحببتها وتابعتها وكنت أفضلها في صغري ومنها مدونتك، وكانت كلها أطلال محزنة وبعضها ابتلعها النسيان ولا أطلال، لولا هذه الأداة، وفوجئت باستمرارك لليوم بحمدالله، وصدق النبي ﷺ: «قليل دائم خير من كثير منقطع».. ٢١ سنة في الانترنت تحتاج لالتزام وجدية.. كنت أدخلها عمري ٢٠ واليوم كهل أربعيني.
لكن مثل ما كنت تكتب أعلى تدويناتك القديمة (خطوة.. بخطوة).. مبارك لك..
كنت أشعر بحزن وأنا أتجول بينها وكنت بقول بيني وبين نفسي: ثم انقضت تلك السنون وأهلها، لكن لما شفت مدوّنتك.. قلت لا الحمدلله ليس بعد.. الجيل لا زال فيه حيوية.. متعك الله وأحبابك بالعفو والعافية..
أهلا بك يا عزيزي أبو الياس ،،،وكم أنا محظوظ أنني كنت ضمن جولتك التفقدية وان الرحال وضعتك على مدونتي العتيقة والتي أجاهد أن أستمر فيها في التدوين بما تبقي لي من رشاقة القلم أو (الكيبورد حاليا)، تغير الزمان وتغير معه كثير من الأشياء وزادت الواجبات والمسؤوليات وطبيعي أن تتغير معها الأولويات
أتمنى أن تكون هذه المدونة وما كتبت فيها شاهدة لي لا علي، وسنحاول قدر الامكان أن ندون بين الفترة والخرة ما تجود به القريحة..
شكرا لك مجددا وانا سعيد جدا بهذا التواصل وأتمنى أن لا يكون الأخير 🙂