يبدو أن الفيروسات عرفت طريقها هذه الأيام إلى ذاكرتي و أصابتها بالضعف و قلة التركيز، فبداية من فقداني لحقيبة الكاميرا عند ذهابي إلى لندن الشهر الماضي و من ثم نسياني لبطاقة الإئتمان عند موظف الإستقبال في الفندق قبل أن أستعيدها عبر البريد في اليوم التالي، أما الطامة الكبرى فكانت عندما أضعت البارحة محفظة نقودي خلال تسوقي في إحدى المراكز التجارية، صحيح أن المبلغ الذي كان بداخلها لم يكن يتجاوز العشرين جنيه إلا أن أهميتها كانت تكمن في بطاقات الهوية و بطاقات السحب الآلي بالإضافة إلى بطاقات الإئتمان المحفوظة بداخلها، و ضياع كل ذلك كان كفيلا بضياع كل ما تبقى لدي لكي أعيش حياة كريمة و أن أفترش الحصير على الأرض حتى آخر الشهر على الأقل!!
و لولا ستر الله بعد أن أشارت علي زوجتي بسؤال أحد موظفي قسم الترفيه في المركز الذي قام بمجموعة من الإتصالات مع زملائه ليبشرني فيما بعد بخبر عثورهم على المحفظة المفقودة، و مرة أخرى تأكدت أن الدنيا مازالت بخير و أن فيها أناس مازالوا يتمتعون بصفات النبل و الأمانة حتى و إن كانوا يدينون بدين غير ديننا و لهم عادات غير عاداتنا.
أذكر أن موقفا مشابها حصل لي قبل سنتين تقريبا عندما أضعت محفظتي في متجر من متاجر الملابس الشهيرة في العاصمة أبوظبي و لم أنجح في استعادتها إلا بعد أن قمت بإعطاء موظف الأمن العربي الجنسية مبلغ محترم كـ(إكرامية) استلمها مني و هو حانق بحجة أن غلة المحفظة كانت كبيرة و أنه كان بمقدوره بكل سهولة أن يستولي عليها و على ما فيها و لا من شاف و لا من درى!… و تقولون بأنني متحامل على العرب؟!
(4376)
7 تعليقات -- هل تود أن تترك تعليق ما ؟
هذا الرمز * يعني أن الحقل مطلوب . بريدك الإلكتروني لن يتم نشرة