رمضان غير!

من يشاهد اللوحات الإعلانية المنصوبة عند كل إشارة ضوئية و المعلقة على كل عمود إنارة في العاصمة أبوظبي والممتدة إلى مدينة دبي يظن أن هناك حدثا كبير ستشهده الدولة أو أنها ستتشرف بتنظيم مؤتمر عالمي هو الأول من نوعه في المنطقة، ولكن خفف السرعة قليلا وتمعن جيدا لأنك ستكتشف أن هذه اللوحات ليست سوى دعايات للمسسلسلات (الحصرية) التي سوف تعرض في شهر رمضان الكريم على القنوات الفضائية!
————————————-
من حق المتصل أن يتحدث بحرية دون أن يقاطعه المذيع مادام يقول كلاما منطقيا دون تشهير أو تجريح، ومن حق المذيع أن يقاطع المتصل إذا خرج عن النص وبدأ (بالتخبيص) على الهواـ ولكني الذي أستغربه من أخونا المذيع (أبوعمر) عدم سعة صدره في برنامجه الشهير (البث المباشر) لأي اتصال يتناول القنوات الفضائية و فيضان المسلسلات الرمضاني الذي بدأت تباشيره تهل علينا قبل بزوغ هلال رمضان، بحجة أن (الي يريد الصلاة ما تفوته) و أنه كما يوجد الشين.. يوجد الزين.. و(الريموت) يبقى في يد المشاهد!

ولكن يا يو عمر إذا ما بيدك شي…على الأقل خلي الناس (تفضفض)!
————————————-
جاءني يبشرني بأنه قرر أن يقوم بتغييرِ جذري في النظام الذي سيمشي عليه هذه السنة خلال شهر رمضان، سألته بفضول عن هذا التغيير، أجابني بأنه سيلتزم طوال نهار رمضان بأداء الطاعات إلى أن يحين وقت الفطور وبعد أداء صلاة التراويح في مسجد (تيك أوي) ..فلا يحلو السهر ويطيب السمر إلا في قهوة من القهاوي (الهاي هاي) التي ستختلف هذه السنة عن قهاوي السنة الماضية!
سألني عن مدى إمكانية مشاركتي في هذه الخطة الي (ما تخرش المية) فأجبته مبتسما.. دخيلك… خليني خارج أي خطة من خططكم الجهنمية…ومشاركتي سوف تقتصر على الفطور!!
————————————-
أغلب اهتمام الزوجات في رمضان ينصب على ملء بطون جميع أفراد الأسرة بكل مالذ وطاب من الوجبات والمأكولات الرمضانية، فتجدها تقضي ثلاثة أرباع يومها في المطبخ ما بين قلي سمبوسة و تحضير لقيمات وتجهيز كريم كارميل، أما قيام ليلها فهو أيضا في المطبخ لتغسيل أواني الطبخ والصحون..وعلى هذا المنوال!
————————————-
أفاد مصدر مسؤول في إحدى الجمعيات التعاونية أن هناك إقبال متزايد من قبل المستهلكين على شراء علب المحارم الورقية و الكلينكس استعداد للشهر الكريم، وبعد التحري تم اكتشاف سبب هذا الإقبال هو التفاف أفراد الأسرة على مشاهدة المسلسلات الخليجية والتي من المتوقع أن تتكرر نفس سيناريوهات الأعوام السابقة المتمركزة  حول الشر، الانتقام، الجشع والطمع، النكد والحزن!

————————————-

و مبارك عليكم الشهر مقدما!!

(1512)

أعجبتك المقالة ؟ يمكنك مشاركتها مع أصدقائك

أسامة

أسامة الزبيدي، مدون ومصور فوتوغرافي , من مواليد العاصمة الإماراتية أبوظبي في 1978 بحار سابق وموظف حالي ورجل أعمال على قد حاله

14 تعليقات -- هل تود أن تترك تعليق ما ؟

هذا الرمز * يعني أن الحقل مطلوب . بريدك الإلكتروني لن يتم نشرة