لا أدري إذا كانت العبارة صحيحة نحويا أم لا.. إلا أنني أعني تماما ما أقول وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لكي أصبح مجرما!!
فيوما بعد يوم يزداد حنقي على سياسة هذه المؤسسة والخدمات الرديئة التي تقوم بتقديمها لعملائها، وجاء العطل الأخير في المدونة ليكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير لتثير موضوعا لطالما وددت الكتابة عنه..
لن أتوقف كثيرا عند هذه المشكلة فأبعادها كثيرة وتفاصيلها مملة، الا أن سبب المشكلة باختصار هو عدم قدرتي على تجديد النطاق المنتهي اشتراكه منذ شهر أكتوبر الماضي و عدم تعاطي الموظفين الذي راجعتهم في عدد من الفروع مع هذه المشكلة بالجدية الكافية، فطوال الفترة الفترة الماضية و أنا أجري وراءهم كي يتكرم النظام بتقبل مبلغ المائة وخمسين درهما قيمة الاشتراك السنوي وكأنني مسكين أسغى للحصول على صدقة!
وهو ما بين لي بشكل جلي أن صفة الريادة التي طالما تفتخر بها اتصالات ليست سوى هالة وهمية أحاطت بها نفسها، وللأسف دخول شركة دو سوق الاتصالات في الدولة كمشغل ثاني لم يضف شيئا جديدا كون الطريق أمامها مازال طويلا لكي تنجح في منافسة المارد المتعجرف اتصالات بل إن دخولها المبكر وغير المنظم أتاح للأخيرة الفرصة لمزيد من الغطرسة والتعالي واللامبالاة مع المستخدمين المساكين أمثالي الواقعين بين مطرقة عجرفة اتصالات وسندان دو الضعيفة ولسان الحال يقول :نار اتصالات ولا انقطاعات دو!
بحكم ترددي على المملكة العربية السعودية، فمازلت أذكر الوضع قبل سنوات قليلة عندما كان الحصول على خط هاتفي ثابت بمثابة حلم لكل مالك عقار أو مستأجر، أحد أقاربي هناك دفع مبلغ 3 آلاف ريال للمستأجر السابق لكي يتنازل عن خطه الهاتفي لمصلحته، وعندما تم استحداث شبكة الهواتف المتحركة كان الحصول على شريحة و هاتف متحرك يكلف مبلغا وقدره 10 آلاف ويصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 20 ألف ريال!
إلا أنني في زيارتي الأخيرة للمملكة تفاجأت بالتطور الهائل في خدمات الاتصالات خصوصا بعد دخول شركة زين كمشغل ثالث في أسواق المملكة، وهو ما فتح أبواب التنافس على مصراعيه بين الشركات الثلاث علما بأن إحداهن للأسف شركة موبايلي المستنسخة المؤسسة من من اتصالات الاماراتية والتي مازالت تملك نسبة من أسهمها، إلا أن الخدمة شتان ما بين الاثنين وكذلك الأسعار، فمقارنة بسيطة بين الاثنين ستكشف لك أن اتصالات تضحك علينا، فبالنسبة للخدمات فهي متواضعة جدا مقارنة بنظيرتها في المملكة كما أننا مازلنا نفتقد العديد منها والتي تطبق في شبكات كثيرة حول العالم، منها على سبيل المثال خدمة موجود التي تتيح لصاحب الهاتف المتحرك أن يضبط هاتفه على وضعية معينة بحيث كل من يتصل به تشير إلى أن هاتفه مغلق في حين هو يستقبل صاحب الهاتف بشكل اعتيادي ويتعرف على المتصل به دون أن يشعر بذلك.
ولو عرجنا على أسعار الخدمات فكثير منها غير منطقي ولا يتناسب مع أسعار السوق والانفتاح الحاصل فيها، على رأس هذه المبالغات سعر شريحة الهاتف المتحرك (واصل) التي مازالت اتصالات مصرة على بيعها لعملائها بسعر 165 درهم وهذا السعر الذي لم يتغير منذ سنوات عدة أرى أنه مبالغ فيه كثيرا خصوصا و أن الرصيد المجاني الموجود في البطاقة لا يتجاوز العشرة دراهم فقط، وذلك إذا ما قارنا أسعار البطاقات في دول أخرة كسنغافورة مثلا والتي لاتجاوز سعر الشريحة الهاتفية فيها مبلغ العشرة دولارات!
عودة مرة أخرى إلى سوق المملكة الذي تتنافس فيه شركات الاتصالات الثلاث “STC” و “موبايلي” والقادم الجديد “زين” على استقطاب الزبائن الجدد وزيادة نصيب كل منها في كعكعة سوق الاتصالات في ظل عدد سكان الكبير وذلك عبر تقديم عروض مغرية وباقات متنوعة يسيل معها لعاب العميل ويحتار في قرارة نفسه إلى أي الشركات ينحاز، فشريحة “سوا” المقدمة من شركة الاتصالات السعودية STC تباع في الأسواق بملغ 100 ريال وفيها رصيد مجاني بنفس القيمة، أما شركة موبايلي فهي تقدم حاليا بطاقة “فلة” مصحوبة بعرض مغري يتيح للمستخدم الحصول على خط مسبق الدفع مع 75 دقيقة من المكالمات المجانية إلى أي شبكة داخل المملكة واشتراك مجاني لمدة شهرين في خدمة حول هذا بالإضافة إلى الحصول على هاتف متحرك متورولا مجانا وكل هل هذا بسعر 333 ريال سعودي فقط!!
وبالمناسبة فقبل فترة خرجت إحدى الشركات الثلاث بعرض يتيح للمشتركين دفع قيمة الخمس دقائق الأولى فقط قبل أن تتحول المكالمة إلى مجانية سواء كانت محلية أم دولية، ولا أظن المستخدمين في السعودية نسوا بعد العرض الذي (كسر السوق) الذي أيضا كان من موبايلي في موسم الحج الأخير وهو ما سمي بشريحة الحجاج والتي لايتجاوز قيمتها 20 ريال سعودي و أتاح للمشتركين فيها الحديث بشكل مجاني لمدة أربعة أيام وإجراء اتصالات دولية إلى أي مكان في العالم!
يا ترى هل يذكر أحدكم أن اتصالات قدمت عرضا مشابها أو على الأقل يتيح الفرصة للحصول على دقيقة واحدة مجانية كمكالمات؟
أما عن خدمات الانترنت في المملكة فقد شهدت بدورها قفزة نوعية كبيرة في السنوات الأخيرة، تقلصت معها شكاوي العملاء المعتادة من الانقطاعات المتكررة وبطئ في التصفح وتحميل البيانات وانخفضت معها أسعار التكلفة بشكل كبير لتصبح في متناول الجميع، في حين لاتتجاوز عروض اتصالاتنا السخية التركيب المجاني للعميل و(تقسيط) سعر مودم السيمنس (الرديء جدا) بشكل شهري بشرط…. الاشتراك مدة سنة على الأقل!!
ولا أريد الخوض في تعرفة الأسعار وتكاليف المكالمات المحلية والدولية التي تجرى سواء من هواتف ثابتة أو متحركة.. فهي تعتبر الأغلى في الشرق الأوسط و أجزم أن أسعار شبكة جيبوتي أرخص من أسعار اتصالات بكثير، وكذلك العروض الهزيلة التي تعلن عنها ما بين الفترة و الأخرى وتضحك بها اتصالات على عملائها وذلك بالمقارنة مع العروض القوية التي تقدمها شركات الاتصالات في الدول المجارة والتي ذكرت عددا منها في السوق السعودية أعلاه، وأكبر مثال على العروض الهزيلة المسج الذي وصلني قبل قليل بخصوص تخفيض أسعار الرسائل المتحركة الدولية 50% .. ولكن متى؟
من الساعة الواحدة صباحا وحتى الساعة السابعة صباحا!
… قولوا لي بالله عليكم من يكون مستيقظا في هذه الفترة (ومتفيج) أن يرسل رسائل نصية.. إلا المعاكسين والمغازلجيين!!
وياليت لو كملت اتصالات جميلها وأبقت على عرض (مسجات أنصاص الليالي) بشكل دائم.. و لكنها حددته بنهاية شهر فبراير القادم!
في النهاية ما ذكرته ليس سوى غيض من فيض من السلبيات و(النقاط السوداء)التي تحفل بها اتصالات، كل ما أتمناه أن يراجع المسؤولين فيها سياساتها المتبعة مع عملائها وباقات خدماتها الهزيلة والتي عفى عليها الزمن، وأن يراجعوا كذلك قائمة أسعارهم التي كما ذكرت أغلبها مبالغ فيها كثيرا مقارنة بالدول المجاورة وذلك بشهادة بعض المسؤولين فيها خصوصا إذا ما علمناوأن نسبة المشتركين في الدولة تعد الأكبر على مستوى المنطقة مقارنة بعدد السكان وهو سر الأرباح الخيالية المتنامية لاتصالات كل عام حتى مع تبطأ نمو الاقتصاد العالمي!
حسنا هذا ليس كل ما لدي اليوم… فالانقطاع الاجباري كان فرصة لالتقاط الأنفاس واستكمال مهام أخرى بعيدة كل البعد عن التدوين
أشكر كل من تكرم بالسؤال عني وعن سبب انقطاع المدونة وترقبوا الافصاح عن خبرين سعيدين في التدوينة القادمة!
تعديل: تم تنقيح الموضوع وإضافة بعض المعلومات التي من شأنها أن تفيد القارئ وتفتح عينه.. خصوصا في الإمارات!
(7363)
28 تعليقات -- هل تود أن تترك تعليق ما ؟
هذا الرمز * يعني أن الحقل مطلوب . بريدك الإلكتروني لن يتم نشرة