جولة صغيرة في معرض جيتكس (2)

كالعادة سبقني عبدالله في نشر تفاصيل رحلتنا إلى معرض جيتكس مساء يوم الثلاثاء الماضي، حيث اتفق كلانا على أن يكتب عن تفاصيل هذه الرحلة في مدونته ،و لكن وجدت بعد اطلاعي على مقالة عبدالله أنه قد (كفى ووفى) و سردي هذا قد لا يكون سوى تكرارا أتمنى أن لا يكون مملا!

طبعا المشاهدات التقنية و جديد المعرض فقد أوكلت أمر ذكرها لكم إلى عبدالله المتابع الدائم لجديد التقنيات في الأسواق، أما أنا فاقتصرت مشاهداتي على التنانير القصيرة و الثياب الضيقة للعارضات…أقصد على منتجات المعرض بشكل عام!!
ما أعجبني في عبدالله أنه جاء إلى المعرض و عنده أهداف واضحة و هي زياراة موقع شركات معينة على رأسها أبل التي يكن لها كل المودة و الاحترام، أما أنا ففي الحقيقة لم يكن لي هدف سوى البحث عن جهاز مشغل لملفات الـ MP3 في السيارة و قد وجدت مبتغاي لاحقا و الحمدلله في جناح شركة Creative.
رحلة الساعة و نصف من أبوظبي استثمرناها في مناقشة تفاصيل مشروع مشترك بيني و بين عبدالله سيرى النور قريبا إن شاء الله (لايروح بالكم بعيد.. فليس بمشروع تجاري)!..و عند وصولنا اضطر عبدالله كما تعلمون إلى تقمص وظيفة “مبرمج” في شركة الإمارات للكمبيوتر كل ذلك لكي لا يدخل من بوابة رقم 1 المخصصة للطلاب :)، للأسف لم يكن باليد حيلة فليس من المعقول وسط هذه الزحمة الكبيرة أن يدخل كل منا من باب مختلف مع أننا في كلا الحالتين مطالبين بدفع رسم الدخول!
أما أنا فقد احتفظت بمسمى وظيفتي كمهندس بحري على أمل أن أدخل (ببلاش) بعد أن قمت بالتسجيل عبر موقع المعرض –شوفوا التخطيط و التنظيم!!- و لكن في النهاية لم يكن هناك مفر من الدفع!

أصدر لكل منا بطاقة كالتي عرض صورتها عبدالله في مدونته و قد استهواني منظرها الجميل و مشاهدة جميع من حولي و هم يعلقونها على صدروهم فقمت و فعلت فعلهم، أما عبدالله ففضل أن يضعها في جيبه، ربما خشية أن يصادف أحدا من شركة الإمارات للكمبيوترو يتهمه بالتزوير.!!

وليت عبدالله القيادة و دخلنا المعرض وسط الزحام، مررنا على مواقع شركات كثيرة بعضها شهيرة كتوشيبا و إيسر و آي بي إم و أبل ، و بعضها الآخر مجهول قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها في جيتكس، أول جناح قمنا بزيارته كان جناح شركة بالم، و في الحقيقة استهوتني فكرة المساعدات الرقمية و أعتقد انني سأقتني واحدا منها مستقبلا فقد أستفيد منها كثيرا في عملي الجديد، و لكن بعد أن علمت أن سعر جهاز تريو 650 يتراوح ما بين 2600 و 2700 درهم أعدت النظر في الموضوع و فضلت الإبقاء على هاتف النوكيا الذي أمتلكه على أمل أن يهديني إياه قريب أو صديق و (إياك أعني فاسمعي يا جارة)..!!

واصلنا جولتنا الممتعة في أنحاء المعرض، عبدالله كعادته يفضل المشي (خفيفا) فلم يكن مهتما كثيرا بجمع الكتيبات و المنشورات التي كانت أغلب الشركات تقوم بتوزيعها داخل حقائب أنيقة، بعكسي أنا الذي قمت بعملية تجميع واسعة لكل كتيب أو منشور وقع بيني يدي فكما يقولون: (البلاش كثر منه) حتى خرجت في النهاية و بيدي عدة حقائب و كأنني فرغت للتو من رحلة تسوق في مركز تجاري برفقة أم عامر!

التميز مع أبل!

يبدو أنني سأنضم إلى جمعية محبي أبل التي يتزعمها عبدالله و ذلك بعد مرورنا على جناح شركة أبل المميز، فقد أعجبني كثيرا جهاز ماك ميني و أظن أنني سأتحول قريبا إلى نظام ماكنتوش خصوصا بعد تصفحي لموقعي على إحدى الأجهزة المعروضة، حيث ظهر الموقع بشكل مميز فالخطوط و الألوان كانت جميلة جدا.
في الجوار كانت هناك ورشة عمل مصغرة في كيفية استخدام برنامج معالج الصور الشهيرAdobe Photo Shopعلى نظام المكانتوش، يحسب للعارض أنه كان بارعا جدا في استخدام البرنامج و قد نجح في جذب انتباه الحضور،و لكن للأسف لم يكن الوقت يسمح للجلوس و إكمال باقي العرض الممتع.

الروبوت الراقص!

وصلنا إلى جناح سوني عملاق الشركات اليابانية التي واصلت حضورها المتميز في المعرض امتدادا للأعوام السابقة، الشركة قامت بتنظيم عرض راقص لربوت QRIO الرائع و الذي أبهرني كثيرا لما يتمتع به من مرونة و سرعة استجابة لم يسبق أن رأيتها في رجل آلي من قبل، كما اطلعت على جهاز البلاي استيشن المحمول الذي تم تدشينه مؤخرا و الذي يلح علي أخي ابراهيم بشرائه كهدية ..بدون مناسبة..!!
لم يفسد علي استمتاعي بأجهزة سوني المبتكرة إلا عرض الأجهزة أو بالأحرى عرض الأجساد العارية الذي تلى فقرة الروبوت QRIO، فلا أدري كيف يراد للناس الواقفين أن يقوموا بالتركيز على مشاهدة أجهزة الـ MP3 المحمولة و التي لايتجاوز حجمها حجم ذاكرة الفلاش الصغيرة و من يقوم بعرضه عارضات تفنن في ارتداء القمصان الضيقة (جدا) و التنانير القصيرة (جدا)..؟!.. بالتأكيد تركيز الواقفين سوف يكون على أماكن أخرى!!

بيكهام في جيتكس!!

قبل عدة أيام قابلت مصورا محترفا يعمل في إحدى الصحف المحلية فطلبت نصيحته في شراء كاميرا رقمية احترافية، فأشار علي بشراء كاميرا من نوع كانون بلا تردد، و أخبرني عن موديل يكلف حوالي 6000 درهم أما العدسة الإضافية فلا يقل ثمنها عن 2000 دولار، طبعا كمصور هاوي ليس من المنطق أن أنفق هذه المبالغ الطائلة على كاميرا مازلت أجهل كيفية استخدامها، و لكن في الجناح المخصص لشركة كانون شاهدت عرضا مميزا لهذه الكاميرا و عدة أجهزة أخرى يقوم به مصور محترف، و كان هناك جمع غفير من الزوار حول المكان بشاهدون العرض، عرفت في ما بعد أن السر يكمن في تواجد (شبيهي) نجم الكرة الإنجليزي “ديفيد بيكهام” و زوجته المغنية “فيكتوريا”، الذين تهافت عليهما الزوار أملا في التقاط صور فوتوغرافية معهما أو الحصول على أوتوغرفات للذكرى مما جعلني أقهقه ضاحكا من الموقف، فمعلوم أنه من المستحيل قدوم هذا النجم كونه مرتبط بلعب مبارايات مع ناديه ريال مدريد ضمن الدوري الأسباني، ثم أين الضجة الإعلامية التي تعودنا عليها عند قدوم أي نجم أحتى نصف نجم إلى دبي؟
طبعا الهنود هم أبطال هذه الجمهرة كالعادة مع أن اللعبة الشعبية الأولى في الهند هي الكريكيت و ليست كرة القدم.. و لكن كما يقولون : (الحشرة مع الناس عيد))..!!

ختامها…..نشل!

لن أسترسل أكثر في أحداث هذه الرحلة التي امتدت لحوالي الساعتين و النصف فقط و ذلك بسبب إلحاح عبدالله على الخروج من هذه الزحمة فلو كان الأمر بيدي لقمت بتحليل مبلغ الخمسة و عشرين درهما الذي قمت بدفعه و لكن عزائي في الأكياس و المنشورات التي خرجت بها!
الشيء الوحيد الذي نجح في تعكير مزاجي هو فقداني لقلمي غالي الثمن، فيبدو أن أحد النشالين نجح في مغافلتي و سرقته دون أن أشعر لأفقد بذلك القلم الثالث خلال سنة واحدة فقط!

(1527)