Close

حول التعليم الخاص …مرة أخرى!

كُتِبَ على ابني عامر أن يغير مكان دراسته باستمرار كما قُدِّرِ على والده أن يغير مكان عمله، فأنا كولي أمر لا أحبذ بالتأكيد تغيير أماكن الدراسة لأن ذلك من شأنه أن ينعكس سلبا على التلميذ ومستواه الدراسي، علاوة على التبعات المادية الإضافية لهذا التغيير المتمثلة بقيمة الأزياء المدرسية الجديدة والمقررات الدراسية وغيرها

لمن يتذكر التدوينة التي كتبتها قبل سنتين فالتغيير هذه المرة كان أيضا شر لا بد منه، تغيير من باب “مجبر أخاك لا بطر”، فالمؤشرات كانت إيجابية جدا في تلك المدرسة  والتي كانت في تلك الفترة قد باشرت عامها الدراسي الأول، ولكن سرعان ما تحولت تلك المؤشرات الإيجابية إلى مؤشرات سلبية في العام الذي يليه، تمثل ذلك في مجموعة من التخبطات الإدارية أولها  التغيرات المستمرة للطاقم التدرييسي قبل أن يطال التغيير في مرحلة لاحقة طاقم الإدارة نفسها وهو ما انعكس بالسلب على مستوى الطلبة ونوعية التعليم في المدرسة، آثرت معها اتخاذ  مبدأ السلامة و نقله إلى مدرسة أخرى مستفيدا من تجارب الماضي.

المبنى الخارجي.. المناهج الأجنبية.. المرافق الدراسية كلها أمور لا تهمني كثيرا بقدر ما يهمني أن توفر المدرسة التي يدرس فيها ابني بيئة تربوية صحية صالحة تحسسني بالأمان والاطمئنان، فما فائدة المنهج الدراسي القوي إذا ما افتقدت القيم التربوية الأصيلة التي من شأنها أن تصنع شخصية الطفل؟
أتألم كثيرا عندما أصادف بعض أولياء الأمور ممن يتفاخرون بإلحاق أبنائهم في مدارس خاصة أجنبية وذلك رغبة في أن يحصل أبناؤهم على تعليم ذو جودة عالية وهو حق مشروع بلاشك، وقد كنت أحدهم في فترة من الفترات عندما ألحقت عامر بالمدرسة الأولى وهي خطوة أعترف أنني أخطأت فيها خطأ فادحا ولو عاد الزمان بي إلى الوراء لما قمت بإلحاقه فيها ولو مجانا، ولكن عزائي أنني نجحت في تدارك الموقف قبل فوات الأوانإلا أنني  أرجو أن يغفر لي عامر سلسلة التجارب التعليمية التي أقحمته فيها بدون ذنب اقترفه ولا مغرم!

أختم تدوينتي هذه بنصيحة لكي ولي أمر أن يتريث في اختيار المدرسة قبل أن يتخذ قرارا بتسجيل أبنائه فيها وذلك بعد أن يقلب الموضوع على جميع أوجهه، فالأغلى رسوما ليست بالضرورة أن تكون الأقوى و التي تتباهى بتبنيها لمناهج أجنبية لا يعطيها أفضلية كبيرة على غيرها، المعيار الأساسي بالنسبة لي هو قدرة المدرسة على توفير بيئة صحية للطالب تحغزه على الابداع، فالتعليم لا يقتصر داحل أسوار المدرسة فقط بل هي منظومة متكاملة تتداخل فيها عدة أطراف، المدرسة ليست سوى طرف واحد منهاإلا أنه طرف أساسي بالتأكيد.

(2551)

9 thoughts on “حول التعليم الخاص …مرة أخرى!

  1. الحال من بعضه بو عامر

    كلنا ندور مدارس تربي قبل ما تعلم بس المدارس عندنا كلها تركز على الربحية

  2. بو عامر .. الكلام يطول .. ويطول في سالفة المدارس الخاصة

    لأنه هدفهم الأساسي ( الفلووووووس ) ولا ليش يفتوحن المدارس ويكون فيه مبالغة تعور الراس بالأسعار
    حضانه ( بمبلغ وقدره ) ابتدائي ( بمبلغ يبط الجبد ) …. وانته رايح

    عالعموم … عندكم في مدينة خليفة أ

    مدرسة الاتحاد الخاصة … اتوقع اسمها ( الاتحاد الوطنية )

    بصراحة مدرسة ممتازة
    عيال اخوي ( بوراشد ) كلهم فيها
    ادارتها ممتازه
    منهجهم .. تعليهم .. واشياء كثيرة
    يكفيك .. انهم ما يقبلون اي طالب مني والدرب .. لازم يتعدى المقابلة ( حتى لو اول سنه ) في الدراسة
    ما بتخسر شي اذا مريت عليهم .. وتسألهم .. وتمر على الصفوف
    او اذا تشاوفت مع اخوي ( بوراشد ) ممكن تاخذ المعلومات من عنده .. وانته تعرفه .. هو حريص اكثر من غيره على (الناحية التربوية )
    وأسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع

    1. مل بغيت أسوي دعاية لمدرسة للاتحاد بس فعلا كما تفضلت هي الأفضل و الحمدلله الذي وفقني اني أحط ابني عبدالله ولاحظت مدى تميز هذه المدرسة لأنه سبق و أن قمت بتعليم الطلبة أساسيات التصوير.
      ولكن صار لي أكثر من سنتين و أنا أحاول أسجل فيها ابني عامر و ما أتوفق لأنه الاقبال عليهم غير طبيعي ما شالله الله.
      ولكني ما بيأس وبحاول هالسنة إن شا الله

  3. مع العلم أنه لم يحن الوقت في الدخول في هذه المواضيع ( المتبقي إن شاء الله ثلاث سنين ) لكن أحببت أن أدلو بدلو غيري لكي أستفيد ونفيد. لن أدخل في مسألة التكلفة و البنية التحتية التي توفرها بعض المدارس لكن ما أريد التنويه عليه هو نوعية المنهج المراد تقديمه لأبنائنا .

    من الأمور التي سائتني فعل أنه قد مر علي قصة لأحد أبناء صاحبي إذ أدخل أبنه مدرسة نظامها التدريسي أجنبي بالإضافة إلي وجود الكثير من الطلاب الأجانب. إبن صاحبي قام بشكل عفوي بفعل حركة ” التثليث ” الخاصه بالنصارى عندما أراد تسديد ضربة جزاء في بيتهم……… !!!!!!!

    هذه القصة توجز محور حديثي و تدمتم في رعاية الله<

    1. كانت لي تجربة مريرة مع إحدى المدارس الأجنبية كما ذكرت لكنني ولله الحمد تداركت الأمر قبل خراب مالطة

      شخصيا لا أشجع أبدا على تسجيل الأبناء في مدارس أجنبية حتى لو كانت تقدم مناهج دراسية قوية بل أفضل عليها مدارس تدرس مناهج أقل قوة إلا أنها توفر مناخ تربوي للطفل

      شكرا على مرورك يا أبا هند

  4. اختيار المدرسة امر ضروري , واللغة الاجنبية صارت اهم معيار لنجاح المدرسه وسمعتها , اولياء الامور يبحثون عن الافضل لابناهم والافضل هو ما يفضله المجتمع وهي المدرسة الاجنبية , فيقال فلان تخرج من مدرسة اجنبية ولغته الانجليزية ممتاوه اذن فهو ممتاز وحصل على افضل تعليم , دون النظر على اداءة يكفي انه يتحدث اللغه الاجنبية بطلاقة

    وفعلا انها مشكلة الانتقال من مكان لآخر , ولكنها تبعث مزيدا من الفرص .

  5. السلام عليكم الابن اسامة قبل ان اترسل اود ان اعرفك انني معلمة سودانية وتربوية منذ اكثر من اربع عقود واعجبني طرحك للقضايا التربوية من وجهة نظرك كأب واود التواصل معك ان امكن ذلك ففوق كل ذى علم عليم وتجربتك الشخصية في اختيار المدارس اعتقد انها ستكون مفيدة لي كصاحبة مدرسة ارجو التواصل بالايميل وبارك الله فيك والاسرة الكريمة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *