بين الثرى… و الثريا!

لم أندم على عدم اصطحابي لشيء ما هذه المرة بقدر ما ندمت على تفريطي في شيئين مهمين جدا، الشيءالأول هو آلة التصوير التي كانت ملازمة لي طوال السنوات السبع الأخيرة، و الأمر الثاني هو عدم اقتنائي لهاتف الثريا الذي يعمل بواسطة الأقمار الصناعية.

فمنذ إطلاق قمر الثريا قبل عدة سنوات و أنا أنوي الاشتراك في الخدمة، لكن لم يكن يمنعني من ذلك سوى اقتصار نطاق الاستقبال و الإرسال في تلك الفترة على شبه الجزيرة الهندية أي ما يعادل مسيرة خمسة أيام من الخليج فقط أما العشرة أيام الباقية حتى اليابان فليس هناك مفر من استخدام هاتف السفينة، و الآن بعد أن تم إطلاق القمر الثاني و توسيع نطاق الخدمة ليشمل ما بعد سنغافورة فالوضع أفضل بكثير، و لا أدري مالذي يمنع من أن تشمل الخدمة كامل مسار الرحلة إلى اليابان كما كان الحال في الصيف الماضي، و هذا ما دفع بكثير من الزملاء الاشتراك في الخدمة قبل أن يتفاجئوا بهذا الانكماش، و لكنني على أمل أن يعود نطاق التغطية إلى سابق عهده، فبالتأكيد سيساهم ذلك بشكل كبير في كسر حالة الرتابة و الملل التي نعيشها و سوف يخفف كثيرا من وطئة الشعور بالانقطاع عن العالم الخارجي عبر الإبقاء على اتصال دائم بالأهل و الأصحاب.

أقل من نصف دولار للدقيقة الواحدة سعر مناسب جدا إذا ما قارناه بـدولارين للدقيقة بواسطة هاتف السفينة فضلا على وضوح الصوت و التمكن من إرسال و استقبال رسائل نصية قصيرة.. SMS .

عموما البركة في صديقي ناصر الذي يقوم مشكورا بإعارة هاتفه لي عندما أحتاجه، وأغلب الظن أنني سوف أعلن إفلاسي في الرحلة القادمة إذا ما حذوت حذوه بإجراء اتصال (فضائي) يومي للمدام، فيكفي المبلغ المحترم الذي أدفعه شهريا لتسديد فاتورة هاتفي المحمول الذي يبقى جثة هامدة لا تعود إليه الحياة إلا أثناء مرورنا بسواحل سنغافورة…….و لكن الفرق شاسع بين الإثنين فمن يقارن الثرى ……بالثريا؟!

(1044)