تدوينة الصديق فؤاد الفرحان (لماذا تواصل الكتابة وبالكاد يقرأ لك أحد؟) اختزلت أفكار عديدة كانت ومازالت تدور في ذهني كلما أعود للتدوين بعد انقطاع لفترة من الزمن.
فنفس الهواجس الكتابية تنتابني كلما نشرت تدوينة جديدة، فشئت أم أبيت فالعصر الذهبي للتدوين ولّى منذ فترة طويلة وبلا رجعة، وأغلب من يكتب حاليا ومستمر في التدوين فهو يكتب لنفسه ولنفس الدوافع التي سردها فؤاد في تدوينته.
فنعم أنا أكتب لتوثيق موقف مررت به (كما في التدوينة السابقة) أو للتنفيس عن هم أو مشكلة أمر أو مررت بها (كالتدوينة الي قبلها!)، كما أشعر بشعور جميل عندما أعود لأرشيف التدوينات القديمة وأرى كيفية تطور فكري ونظرتي للأمور على مدى كل هذه السنين وخلال مراحل عمرية مختلفة من حياتي، التدوين أتاح لي استعادة ذكريات قديمة لولا أنني دونتها هنا لكانت ضمن طي النسيان، كما عرفني على أشخاص طيبين عاصروا مراحل مختلفة من حياتي وكان فيها لي نعم الاخوة…منهم مازالوا موجودين حتى الآن..فشكرا لكم
قبل فترة بدأت في نشرة مقاطع فيديو قصيرة على حسابي في الانستاقرام، في محاولة مني للبقاء ضمن اطار التدوين لكن الفرق أنني حولت نصوص التدوينات إلى مقاطع مرئية، فكما نعلم جيدا أن بوصلة التريند تتجه نحو المحتوى المرئي وأغلب منصات التواصل الاجتماعي تدعم ذلك، كما أن أغلب الناس تفضل المحتوى المرئي كمصدر للمعرفة والترفيه بدلا من المحتوى الكتابي، الامر مرهق نوعا ما فنشر مقطع من ٩٠ ثانية يتطلب مني جهد لايقل عن ٣-٤ ساعات ما بين كتابة محتوى الفيديو أو (السكريبت) ومرورا بالتصوير وانتهاء بعملية المونتاج وهي التي تستنزف أغلب الوقت، والحمدلله هذي المقاطع لاقت صدى طيب واستحسان من المتابعين لكنها حال جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي، حسابك فيها يتطلب تجديد واستمرارية بشكل دائم إذا أردت تحدث الزخم المطلوب.
حقيقة أنه لايقرأ لك أحد أو مجرد أشخاص عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، فقد يكون أمرا لصالحك لانه يرفع سقف الحرية الخاص بك بل قد لا يكون هناك سقف أصلا لانك أنت الوحيد الذي يقرأ لنفسك!
أخيرا…فالتدوين شيء جميل وإطلاقي لهذه المدونة هو أحد أهم الإنجازات التي أفخر بها في حياتي ومازلت فخورا بذلك…حتى لو لم يقرأ لي أحد!
دمتم بخير
(36)
نحن مستمرون …حتى وان لم يقرأ لنا أحد،ولا تستغرب من هذا أحيانا حتى من يعرفك شخصيا ويعرف أنك تكتب لا يقرأ لك بحجة الوقت وانت تعرف ان معظم وقتهم ضائع فيما لاينفع. وكما تفضلت، التدوين إنجاز وأنا فخورة به،لأنه علمني الكثير.
ميزة أخرى نسيت ذكرها في التدوينة وهي أن التدوين نوع من الفضفضة المحمودة، ينفس فيها الكاتب عن ما يجول في خاطره ومايدور في خلجات نفسه بدلا من أن يفضفض لشخص يظنه صديقا قبل أن يفاجأ فيما بعد أنه لم يكن أهلا لهذه الثقة والفضفضة..
مستمرين بإذن الله في التدوين و نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد
الميزة التي ذكرتها مهمة وهي الحرية، أنا شخصياً أكتب عن أحداث في العائلة أو في الحي أو في العمل وأعرف أنه لايوجد شخص من تلك الفئات يقرأها لذلك أكتب بحرية عن تلك اﻷحداث.
بالضبط… هذه هي أكبر ميزة في نظري.. لذلك قدر تقرأ في الأيام القادمة تدوينات أكثر حرية وجرأة 🙂
هذه العبارة لامستني كثيراً عزيزي أسامة ومتفق معها تماماً. (( أشعر بشعور جميل عندما أعود لأرشيف التدوينات القديمة وأرى كيفية تطور فكري ونظرتي للأمور على مدى كل هذه السنين وخلال مراحل عمرية مختلفة من حياتي)).
انا لم اعتبر نفسي كثير التدوين يوماً من الأيام وأنا متوقف منذ سنوات طويلة وأكتفى بالقرأة والمتابعة، ولا تصدق كم أسعد بتدويناتك. أعتقد اننا جميعاً مذنبون بتراجع الإهتمام بالكتابة. أنا أعتقد رغم كل هذا أن الكتابة كفعل وكعادة تعود الكثير على صاحبها وعلى القارئ كذلك.
ستظل الكتابة متفردة كصنف من صنوف الأبداع البشري.
الكتابة والتدوين خصوصا هذه الايام صارت بالنسبة لي متنفس خصوصا بعد أن قمت بغربلة شاملة للأشخاص في حياتي راح معها كثير ممكن كنت أعتبرهم أصدقاء أوفياء وصارت الوحدة والانعزال هي خياري المفضل مع الحفاظ على دائرة ضيقة جدا من المعارف والمقربين..
بلاشك أن المرحلة الحالية بالنسبة لي هي الأكثر نضجا وادراكا مقارنة بالفترات السابقة من حياتي لكن لربما أعاني قليلا في عكس هذه المرحلة من حياتي بسبب افتقادي لرشاقة التدوين كنتيجة لانقطاعاتي المستمرة خلال الفترة الماضية.
دمت بود أخي ثابت