لم تكترث عائشة كثيرا باعتراضات بعض أفراد أسرتها على زواجها من سالم بحجة أن أصوله أعجمية تنحدر من بلاد فارس، و اعتبرت كلامهم من باب الكيد و الحسد، و تمت مراسم الزواج وسط أجواء أسطورية تماما كما كانت تحلم، لتنتقل بعدها إلى العيش في مسكن الزوجية الذي كان عبارة عن قصر فسيح الأركان في ضاحية راقية من ضواحي العاصمة.
كانت حياة عائشة في ذلك القصر أشبه بحياة الملوك و الأرستقراطيين في أوروبا، فلم تكن بحاجة إلى القيام بأي من واجبتها المنزلية من طهي و ترتيب و كوي الملابس وغيرها من المهمات التي تنشغل بها عادة ربات بيوت هذه الأيام فقد سخر لها سالم جيشا من الخدم و الحشم مهمتهم تقتصر على تنفيذ طلباتها و السهر على راحتها، لذلك كان من الطبيعي أن يتوفر لها وقت فراغ كبير كانت تقضي معظمه في مشاهدة التلفاز و تبادل الزيارات مع صديقاتها اللواتي زاد عددهن بشكل ملاحظ بعد أن تزوجت، و ذلك في ظل غياب سالم المستمر حيث كانت طبيعة عمله كرجل أعمال تتطلب منه أن يسافر كثيرا، فمرة يسافر إلى الصين لعقد بعض الصفقات التجارية و أحيانا يحادثها من كندا، و لكن أغلب سفراته كانت إلى بيروت بحجة أنه بصدد عقد صفقة العمر كما كان يقول لها دائما، لم تكن تحب أن تتدخل في أمور سالم لذلك كانت تكتفي بمط شفتيها و السكوت في كل مرة يخبرها فيه بعزمه على السفر.
أغلب أحاديث عائشة مع صديقاتها كانت متمركزة حول زوجها “سالم” و عن عطفه و كرمه وكيف أنه لا يبخل عليها بأي شيء تتمناه، فما تمتلكه من الذهب و المجوهرات يعادل ما تمتلكه نساء الحي مجتمعات، و خزائن ملابسها ممتلئة بألبسة و فساتين من أشهر بيوت الأزياء العالمية، و عطورها و مكياجها لا تبتاعه سوى من محلات أريج و باريس غاليري، إجازاتها في الصيف لا تقضيها سوى في بلجيكا و سويسرا و مؤخرا أخذت تحكي لهن عن مغامراتها في أدغال كينيا، كانت حياتها بمثابة لوحة جميلة بريشة فنان مبدع تتمنى كل من تسمتع إلى عائشة أن تكون جزء من تلك اللوحة.
بالرغم من جشع عائشة الواضح و عشقها للمال إلا أن عشقها الآخر للظهور و المباهاة كان يدفعها إلى الإنفاق بسخاء على من حولها، فإذا ما كانت هناك مناسبة اجتماعية تتطلب إحضار هدية فغالبا ما تكون هدية عائشة هي الأغلى و الأبرز، فعندما رزقت صديقتها أمل بطفلها البكر قامت بإهدائها سلة عملاقة مليئة بجميع أنواع الشوكلاتة البلجيكية لا يقل ثمنها عن 5 آلاف درهم، و ابتاعت لابنة خالها ألطاف بمناسبة زفافها طقم ألماس باهظ الثمن من متجر “داماس” الشهير صار حديث النساء لفترة غير قصيرة، كانت عائشة تستمتع بغمز و لمز النساء عليها في الأعراس و الحفلات و تصل إلى قمة النشوة عندما تسمعهم ينادونها بزوجة المليونير فهذا اللقب برأيها هو قمة الثناء والمديح.
لم يكن يعكر صفو حياة عائشة سوى أمر واحد و هو أنها لم ترزق بأولاد حتى الآن و ذلك بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة سنوات على زواجها بسالم، و في الحقيقة لم تكن مستعجلة على الحمل و الولادة فقد كانت همهما هو الاستمتاع بحياة البذخ و المال لوحدها لكن كثرة إلحاح سالم لها و رغبته في إنجاب الولد كان يدفعها لمراجعة العيادات النسائية و إجراء الفحوص و التحاليل المختلفة في أرقى المستشفيات في الداخل و الخارج إلا أن النتائج دوما ما تكون سليمة و إجابة الأطباء دائما واحدة وهي أن مسألة الإنجاب بيد الله.
للأسف حلم عائشة لم يدم طويلا فقد تنامى إلى مسامعها من بعض المقربين إلى زوجها سالم أنه قد عزم الزواج عليها مع أنه كان يؤكد لها دائما بأنها المرأة الوحيدة في حياته و أنها ستظل كذلك إلى الأبد، قامت بمواجهة سالم بهذه الشكوك على أمل أن تضع حدا لأقاويل الناس لكنه صدمها بتأكيد تلك الأنباء مبديا لامبالاة واضحة بحجة أن
الشرع قد أباح له مثنى و ثلاث و رباع.
لم يكن بيدها سوى أن تتقبل الوضع الجديد فهي غير مستعدة أن تتخلى عن حياة الجاه والعز التي تعيشها و أن تعود إلى حياة الفقر من جديد، و فعلا تزوج سالم بامرأة أخرى وعندها بدأت الأضواء تنحصر تدريجيا عن عائشة خصوصا بعد أن حققت له الزوجة الجديدة الحلم الذي عجزت عائشة عن تحقيقه و هو إنجاب الولد، لتجد نفسها فجأة وحيدة..بائسة.. و حزينة.. بعد أن قرر أغلب صديقاتها هجرها و الالتفاف حول زوجة المليونير الجديدة.
بعد فترة شوهدت عائشة في ساحة المحكمة بين يدي القاضي و الدموع تنهمر من عينيها تتوسل إليه أن يطلقها من سالم….فلقد ضاقت ذرعا من أن تكون زوجة المليونير القديمة…
(1033)
تكنت متوقعه أنه النهاية بتكون جذه .. بس كنت اتمنى أنك فعلا تغير النهاية .. وتخلي القصه أطول شويه .. وتزيد في أحداثها
بس لين الحينه أوكيه .. القصه واااااااايد فنانه
وتعتبر واقع أكثر من أنها خيال .. لانه هالشيء موجود في مجتمعنا
ودايما الانسان اللي يركض ورى المال هذا يكون مصيره
تسلم على هالقصه الجميله
ونتظر المزيد
الصراحة قصة عجيبة
بس استعجلت عالخاتمة
والله ما كنت اعرف انك تالف قصص
اسمحلي يمكن متابع مواضيعك بس ما ارد
الف شكر
عاشقة الملاييــن .. تمل من لقب ..
ربما وجدت مليونير آخر 😉