ليلة البارحة دار بيني و بين مجموعة من الشباب حوار تمركز حول قصة نجاح متجر Argosفي المملكة المتحدة و مدى نجاح الفكرة إذا ما طبقت في منطقة الخليج و في دولة الإمارات بصفة خاصة، قبل أن أسرد عليكم تفاصيل الحوار الساخن دعوني أعطيكم نبذة مختصرة عن سلسلة متاجر أرجوس البريطانية الشهيرة.
افتتح أول متجر Argos في المملكة المتحدة في منتصف السبعينيات من القرن الماضي ناشرا فلسفة تسويقية جديدة لم تكن معروفة في تلك الفترة إلا أنها نجحت في إحداث ثورة هائلة في عالم التسوق، حيث ترتكز فلسفة أرجوس في البيع على عرض المنتجات في فهارس مصورة أو (كاتالوجات) على المتسوق أن يقوم بعملية الاختيار من سلسلة واسعة من المنتجات المعروضة في هذه الفهارس، و مع أن في هذه الطريقة مخاطرة كبيرة و خروج عن طريقة التسوق التقليدية التي يبني فيها المتسوق عملية اختياره من خلال مشاهدته للسلعة التي يرغب بشرائها، إلا أن هذه الفكرة لاقت نجاحا منقطع النظير و أصبح الآن لـArgos أكثر من 400 فرع منتشر في جميع أنحاء المملكة المتحدة!
ما هي نوعية السلع التي بالإمكان أن تشتريها؟
هناك تشكيلة واسعة من المنتجات المختلفة، الملابس، الأدوات الكهربائية و الأجهزة الإلكترونية بأنواعها، أدوات الزراعة، المطابخ، ألعاب الأطفال، الساعات، المجوهرات، الهواتف الثابتة و النقالة، أثاث المنازل و المكاتب.. باختصار بإمكانك أن تجد في Argosكل شيء!
ما هي طريقة البيع؟
كل ما عليك أن تقوم به هو أن تدخل إلى أحد فروع المتجر الذي قد لا تتعدى مساحة صالة العرض فيه 400 متر مربع، و أن تتجه إلى إحدى نسخ الكاتالوجات المتواجدة على مجموعة من الرفوف المنتشرة في أرجاء المتجر، قم باختيار ما تريده شراءه و دون رقم الطلب في ورقة صغيرة مخصصة لذلك (بإمكانك أن تقتني نسخة مجانية من الكاتالوج و أن تختار في منزلك)، قبل أن تتوجه إلى الصندوق للقيام بعملية الدفع بإمكانك التأكد من توفر السلعة عبر إدخال رقم الطلب في جهاز إلكتروني صغير موجود بجانب الكاتالوج و سوف يبين لك السعر و عدد الوحدات المتوفرة في هذا الفرع، إذا كنت لا تحب الوقوف في الطوابير الطويلة فبإمكانك أن تدفع بواسطة جهاز الدفع الإلكتروني و سوف تستلم إيصال الشراء مبين عليه رقم الطلب و شباك الاستلام (A, B, C..etc)، لك الحرية بعد ذلك في أن تبقى واقفا أو أن تجلس على إحدى المقاعد المتوفرة إلى أن يظهر رقمك على الشاشة التلفزيونية و من ثم تتوجه لاستلام مشترياتك، عادة لا يطول الانتظار أكثر من خمس دقائق في بعض الفروع لكن ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على كمية المشتريات و حجمها، فإذا ما قمت مثلا بشراء غسالة أو ثلاجة فقد تستغرق عملية الاستلام وقتا أطول، و في حالة شراء قطع الأثاث و الموكيت فبإمكانك أن تستفيد من خدمة التوصيل و التركيب المجاني بعد أن تقوم بتنسيق الموعد الذي يناسبك مع مكتب خدمة العملاء، خدمة التوصيل المجاني متوفرة على أية حال إذا ما فاقت قيمة مشترياتك الـ 100 جنيه.
بدلا من الذهاب إلى المتجر و الدخول في المعمعة البشرية خصوصا في موسم الأعياد بإمكانك التسوق عبر الإنترنت من موقع المتجر الإلكتروني، و إذا ما كانت قيمة مشترياتك أكثر من 150 جنيه فسوف يتم توصيلها مجانا إلى منزلك و إلا فسوف تفرض عليك رسوم رمزية بسيطة، أما الخيار الآخر فهو أن تقوم بشراء السلعة إلكترونيا و استلامها بنفسك من أقرب فرع إليك.
ماذا عن الأسعار؟
في الثمانينات كانت أسعار السلع في Argosهي الأرخص تقريبا و لكن في الآونة الأخيرة و مع دخول السوق متاجر كبرى كـPC Wold, Dixon, Toys R us قد تتفاوت الأسعار أحيانا في ظل حدة التنافس فيما بينها، و مع ذلك كثير من الناس مازالوا يفضلون التسوق من أرجوس و الاستمتاع بتصفح الكاتالوجات المصورة (أنا أحدهم!)، و لكن قد تلاحظ فارق كبير في أسعار بعض السلع و المنتجات في ظل العروض الخاصة التي يقوم أرجوس بتوفيرها بين الحين و الآخر.
هل هناك ضمان على المنتج بعد البيع؟
بالتأكيد، فبالإضافة إلى ريادة Argosفي ابتكار طريقة العرض و البيع المختلفة، فيحسب لها أيضا مدة الضمان التي تمتد إلى 16 يوم من تاريخ الشراء، للعميل فيها خيار إرجاع ما قام بشرائه سواء كان ذلك بسبب وجود خلل أو عيب تصنيعي أو حتى بدون سبب (مزاج!)، و لكن بشرط أن تعاد في غلافها الأصلي مرفق معها إيصال الشراء، و عندئذ يمكنك الاستبدال بسلعة أخرى أو استلام المبلغ المدفوع كاملا.
يستثنى من ضمان الـ 16 يوم بعض السلع مثل أقراص الـ DVD و كاميرات الديجيتال قد يكون ذلك لضمان عدم استخدامها في مناسبة معينة حفلة زفاف مثلا ثم إرجاعها بعد انتهاء هذه المناسبة! طبعا لك الحق في إرجاعها إذا ما قمت باكتشاف عيب أو خلل فني فيها.
مميزات أخرى:
يوفر لك متجر Argos بطاقة العضوية الذي يتيح لك خيار الشراء بالأقساط- أغلب الأحيان مع فوائد- لبعض المنتجات غالية الثمن، بالإضافة إلى جمع النقاط حسب ما تقوم بإنفاقه عبر مشترياتك من المتجر.
بعد هذه النبذة التي تحولت إلى معلقة:) و قبل أن استرسل في تفاصيل الحوارلا أنكر أنني معجب بهذه الفكرة إعجابا شديدا بل إن أغلب مشترياتي أقوم بها من هذا المتجر، لكنني مع صديق آخر لي كنا من متبني رأي فشل هذه الفكرة فشل ذريع إذا ما طبقت في الإمارات لأسباب كثيرة سوف ألخصها لكم في هذه النقاط:-
- أهم الأسباب في رأيي هو اختلاف منطق التفكير العربي عن نظيره الأوروبي لذلك أجد من الصعب أن يتقبل الناس و خصوصا كبار السن فكرة شراء السلع و المنتوجات عبر الكاتالوجات المصورة دون رؤيتها و تقليبها على الطبيعة.
- وجود خيارات عديدة لدى المتسوق في ظل تواجد متاجر كبرى مثل سلسلة متاجر كارفور و فروع الجمعيات التعاونية التي تبيع باسعار قد يكون من الصعب منافستها.
- انتشار المتاجر و المحلات التقليدية الصغيرة التي بإمكانك المساومة فيها على سعر السلعة و الأخيرة غير متوفرة في الدول الأوروبية لذلك يتجه أغلب السياح القادمين إلى البلد للتسوق من هذه المتاجر بغية الحصول على أرخص الأسعار في حين يضطرون في بلادهم للتسوق في المتاجر الكبرى أو الـSuperstores بسبب عدم وجود خيارات أخرى.
- مثل هذه النوعية من المتاجر تحتاج إلى صالات عرض صغيرة في مقابل مخازن عملاقة لها قدرة استيعابية كبيرة لتلبية طلبات العملاءعلى أن تكون ملاصقة لصالة العرض، و من الصعب الحصول على متجر بهذه المواصفات في مراكز التسوق الكبرى بسبب الغلاء الفاحش في قيمة الإيجارات مما يضعف نسب الربح.
- القدرة الشرائية لدى المواطن الإماراتي و عند الوافدين في الإمارات تعد كبيرة مقارنة مع غيرها من الدول، لكن يحد من ذلك قلة عدد السكان الذين لا يتجاوزون المليونين و نصف مقارنة مع أكثر من 30 مليون نسمة في المملكة المتحدة !
- لو كانت الجدوى الاقتصادية من هذا المشروع مربحة لما تأخر رجال الأعمال و (الهوامير) المعروفين أمثال “الفطيم” و “الغرير” إلى الآن و لتصارعوا فيما بينهم أيهم يفوز بحقوق الوكالة الحصرية لهذه السلسلة المعروفة في الإمارات!
أصدقائي الثلاثة الباقين كان لهم رأي مخالف تماما مؤيد لهذه الفكرة و يبصم بالعشرة على نجاحها في الإمارات و وجهة نظرهم ملخصة في هذه النقاط:-
- هم يرون أن نجاح Argos في الإمارات مضمون لاسيما في ظل الانفتاح الحاصل و النهضة العمرانية الكبيرة التي تشهدها الدولة خصوصا مشاريع البنيان الهائلة في دبي و تدفق الأجانب المستمر على التملك و الاستقرار فيها علما بأن نسبة كبيرة من هؤلاء تاتي من بريطانيا و من الطبيعي أن يتبضعوا من المحلات التي تعودوا على الشراء منها في بلادهم!
- أغلب الماركات العالمية المعروفة باتت تتنافس في افتتاح فروع لها في أنحاء الدولة مثل كارفور الفرنسية و نكست و سلسلة مقاهي ستار بكس و غيرها، فلماذا لا تنجح فكرة أرجوس هي بدورها، فالسوق مفتوح و المنافسة مشروعة.
- انخفاض نسبة الجمارك (4%) و انعدام الضرائب على السلع المستوردة و قلة تكلفة الأيدي العاملة مقارنة مع نظيرتها المرتفعة في بريطانيا.
- يشهد مجمتع الإمارات انفتاحا غير طبيعي خصوصا دبي التي وضعت نصب عينيها جذب جميع الاستثمارات الخارجية العالمية و Argos بالتأكيد جزء من هذه الاستثمارات العالمية
- اعتماد مثل هذه النوعية من المتاجر لن يقتصر على مواطني الدولة و المواطنين العرب بصفة عامة الذين قد يجدون صعوبة في تقبل فكرة الشراء عبر الكاتالوجات، بل سوف ينصب بالدرجة الأولى على كثافة أعداد الأجانب التي هي في ازدياد مستمر كما هو الحاصل في اعتماد كثير من الماركات العالمية الشهيرة التي قامت بافتتاح فروع لها في الدولة.
- ازدياد نسبة المتسوقين عبر الإنترنت في الإمارات، و فكرة التسوق الإلكتروني مشابهة لفكرة Argos حيث أنها لا تتيح للمتسوق مشاهدة السلعة على الطبيعة.
انفض المولد بلا حمص و خرجنا من منزل صديقنا دون أن يتوصل خبراء الاقتصاد إلى اتفاق أو حل وسط في هذه القضية الاقتصادية الهامة..فما رأيكم أنتم؟
هل تتقبلون شراء احتياجاتكم بواسطة الكاتالوجات دون أن اشتراط المشاهدة على الطبيعة؟..
و السؤال الأهم…هل سينجح Argos إذا ما قرر دخول سوق الإمارات و المنطقة؟!
ملاحظة:بعض المعلومات مقتبسة من هذا المقاللأحد عملاء المتجر الدائمين..
(4062)
فكرة رائعة كثيرا ما راودتني !
أتوقع نجاحها …
علما بأني كثيرا ما أشتري بالانترنت من مواقع معروفة وغير معروفة أيضا !
فأكتفي فقط بمشاهدة صورة للسلعة قبل شرائها 🙂
ممتع فعلاً هذا الموضوع 🙂
شخصياً أتوقع له نجاحاً محدوداً أو فشلاً ذريعاً، من الصعب أن تنجح هذه الفكرة لدينا للأسباب التي ذكرتها وهذا لا يمنع إبداء إعجابي بالفكرة، الاختلاف بين الثقافات مهم ويجب دراسته جيداً قبل توريد أي علامة تجارية، كارفور مثلاً ما هو إلا سوبرماركت كبير جداً ويشبه الجمعيات التعاونية الموجودة لدينا، بعض المتاجر الأخرى متخصصة ولذلك هي ناجحة مثل متاجر الألعاب أو مكتبة جرير أو متاجر الأدوات مثل ACE Hardware.
قد تنجح الفكرة في حال اقتنع الناس بطلب ما يريدونه عن طريق الكاتالوج والاتصال الهاتفي، شخصياً لا أجد مشكلة في شراء الكثير من احتياجاتي بهذه الطريقة، لكن أفضل دائماً أن أمشي وأذهب إلى السوق لأرى وألمس البضاعة بنفسي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقبل شراء إحتياجاتي من تلك المتاجر .
أما بالنسبة لنجاح مثل هذه المتاجر أعتقد أنها سوف تنجح لسببين :
السبب الأول : أن تلك المتاجر نوع من التسوق الإلكتروني الذي بدأ يتسع أفقه عربيا .
السبب الثاني : أنني لم أقتنع بأسباب الفشل الذريع التي ذكرها الخبراء بتوعك 🙂 .
موضوع شائق جدا , شكرا لك .
بالنسبة لي لا أعتقد أني سأشتري بضاعة دون أن أتقحصها وأقلبها بين يدي 🙂
كنت قد تناقشت مع احد الاصدقاء بخصوص هذا الموضوع (خصوصا انني كنت من مدمني ارجوس واندكس في لندن)
بإعتقادي انها لن تنجح لسبب بسيط، ان مواطني الخليج عموما من مدمني المشي في الاسواق، لا مشكلة اذا قضى احدنا ثلاث ساعات في احد المجمعات التجارية وخرج بكيس صغير في قميص واحد!
نجحت هذه الفكرة في الغرب لأنهم لا يملكون الوقت للتسوق ولديهم هاجس التوقيت دائما لذلك كل شيء سريع ينجح هناك
اما لدينا فالعكس صحيح 🙂
السلام عليكم و رحمة الله
ra-1: توقعت أن يكون النساء أول المعارضات بسبب ما يعرف عنهن إدمان التسوق و كذلك حب الاستطلاع و لكن يبدو أن العكس هو الصحيح!
🙂
عبدالله:
تغيير قناعة الأفراد سيكون مفتاح نجاح هذه الفكرة.. بالإضافة إلى احترام النفس و الذات..
فلا أدري مشهد أرجوس في الخليج مربوط في ذهني بمشهد امرأة مسنة تقاتل إدارة المحل حاملة بيدها(دلة قهوة) تريد إعادتها منظرها غير جذاب!
و أعتقد أنني قصصت عليك حكاية مجموعة الشباب الذين قاموا بإرجاع الآلات الحاسبة إلى المتجر قبل انتهاء مدة الـ 16 يوم بساعات بعد أن استخدموها في تخزين المسائل و المعادلات خلال الإختبارات النهائية!!
Digital Mind :
مازلت عند رأيي بالفشل خصوصا و أنني أحد الخبراء الذين أدلوا بدلوهم في الموضوع:)
قد ينجح هذا المتجر في السعودية بسبب عدد السكان الكبير.. لكن في الإمارات.. صعبة!:)
swalfy.com:
عندماأكون في الإمارات أحب أن أكون مثلك.. لكن هنا.. فأحب الشراء من أرجوس.. لثقتي في السلع المباعة… و بسبب البرد القارص!
عذبي:
أؤيدك في ما قلت.. فالتسكع و تضييع الوقت في الأسواق هو بمثابة الإدمان خصوصا للشباب و الفتيات الخليجيات!
عموما الثقة تلعب دور.. و أرجوس نجاح في استعادة ثقة عملائه..
النتيجة الحالية:
3 أصوات رجالية معارضة X صوتين نسائيين مؤيدين!
شكرا لك