Close

رحلة الأحلام إلى بلاد الجرمان (٢)

أعرف أن البعض منكم قد كرهني مع نهاية التدوينة السابقة ولو كنت أمامه في تلك اللحظة لربما ارتكب جريمة في حقي 🙂

لذلك حرصا على ابقاء روابط التواصل بيني وبينهم خصوصا وأننا على أبواب الشهر الكريم فسأكمل لكم القصة وفق السياق المحد بعد نية مبيتة (بالقفز فوق الأحداث) لما بعد المفاجأة!summer-logo2

بعد جهد جهيد وجدت مكان السيارة ولكن في مكان بعيد تماما عن رقم الموقف المدون في الورقة التي كانت معي..وغاظني أحد الموظفين الموجودين الذي لم يكترث لسؤالي عندما طلبت منه مساعدة في إيجاد السيارة

بدأت في ترتيب الأمتعة في حقيبة السيارة والأطفال من حولي يتقافزون فرحين بالسيارة الجديدة ….ولكن المفاجأة تمثلت في امتلاء حقيبة السيارة عن بكرة أبيها ومازالت ٣ حقائب خارج السيارة لاتجد لها مكانا!

أعدت ترتيب الحقائب بطريقة ثانية..وثالثة..ورابعة …ولكن… لافائدة …الثلاث حقائب المتبقية لازالت خارج السيارة!

وبعد كل هذه المحاولات اليائسة…لم أجد مفرا من العودة إلى مكتب التأجير من جديد طالبا منهم توفير سيارة أخرى ذات حقيبة أوسع…

وهناك أخبرتني الموظفة أن هناك سيارة وحيدة متوفرة قد تستوعب جميع أمتعتي وطلبت مني إلقاء نظرة عليها قبل أن أقرر….فأسرعت الخطى إلى موقف السيارات وهذه المرة لم أجد صعوبة في إيجاد مكانها..

ولم تكن تلك السيارة سوى BMW X5 شبه جديدة تعمل بمحرك ديزل!

way-to-blobemberg

بعد برهة من التفكير راقت لي فكرة قيادة ال X5 خصوصا وأن الفارق في السعر ليس كثيرا (تقريبا ١٨٠٠ دهم)وهو المبلغ الذي كنت سأدفعه في حال استأجرت سيارة من الفئة الخامسة من مكتب Sixt المجاور

ولم تمض سوى بضع دقائق أنهيت خلالها بعض الإجراءات وأستلم مفتاح السيارة لأشرع مجددا في ترتيب الأمتعة في حقيبة السيارة…ولم تخذلني ال X5  فاستوعبت جميع الأمتعة والأغراض ولكن بشق الأنفس (*)

شغلت السيارة التي كانت مزودة بجهاز ملاحي خاص وبها العديد من الأزرار التي استغرق مني التعرف على وظيفة كل منها بعض الوقت (في الحقيقة هناك زر أو زرين لم أعرف وظيفتيهما إلا قبل يومين من انتهاء الرحلة ولكن كان هناك زرين آخرين مازلت حتى الآن أجهل وظيفتيهما!) ، إلا أنني فضلت تشغيل جهازي الملاحي Garmin Nuvi 765 الذي خزنت فيه مواقعي مسبقا متوجها نحو فندق ماريوت ميونيخ (Marriott Munich) أول فنادق الرحلة.

الجو كان رائعا في ذلك اليوم، درجة الحرارة لم تتجاوز ال23 درجة مئوية، و على مد البصر سماء زرقاء ملبدة بغيوم متفرقة أشبه بمخدات قطنية بيضاء متناثرة مشكلة لسلسلة جميلة ومتناغمة تضفي على النفس بهجة وسرورا مع الخضرة المنعشة التي تكسو التلال والوديان المحيطة وهو ما جعل الرحلة إلى الفندق الذي كان يبعد حوالي 35 كيلومتر تقريبا عن المطار رحلة جميلة وممتعة لنا جميعا

مجموعة من الصور التقطت بواسطة الكاميرا المدمجة:

airport4

airport5

airport6

سعر الليلة كان 99 يورو بدون إفطار إلا أنه كان يوجد عرض خاص في تلك الفترة يوفر ليلة مجانية في حال الاقامة لمدة ليلتين، أي أنني دفعت مبلغ 396 يورو أجر الإقامة لغرفتين مدة ثلاث أيام بمعدل 66 يورو لليلة فقط وهو سعر مناسب جدا

الإقامة في الماريوت في مجملها كانت مريحة فموقعه هادئ جدا يبعد عن وسط المدينة ما يقارب 5 كيلومترات وهي النقطة التي لم أكن مهتما بها بشكل كبير نظرا لأن مواصلاتي كانت بواسطة السيارة طوال فترة الرحلة، كما يتميز بأنه يوفر وجبات خاصة بالعرب والخليجيين يدخل في تحضيرها لحوم حلال وخالية من منتجات الخنزير، كما تتوفر في جميع غرف الفندق مجموعة من القنوات الفضائية العربية على رأسها قناتي الجزيرة وإم بي سي. ولكن يؤخذ عليه صغر حجم الغرف مقارنة مع الفنادق الأخرى التي أقمت فيها لاحقا وقدم الأثاث بعض الشيء التي بالمناسبة تعتبر السمة الطاغية في أغلب الفنادق في أوروبا.

كلفة ركن السيارة ضمن مواقف الفندق 20 يورو في الليلة وهو مبلغ مرتفع بعض الشيئ إلا أنني اكتشفت أنه بالامكان إيقاف السيارة في المواقف المحيطة بالفندق مجانا.
خدمة الانترنت تكلف حوالي 20 يورو لمدة 24 ساعة،

كما يوجد في الجوار سوبرماركت يوفر أغلب الاحتياجات الضرورية بسعر مناسب ملاصق له تماما مقهى يوفر مجموعة متنوعة من من المعجنات والمخبوزات اللذيذة

موعد الوصول إلى الفندق كان متأخرا بعض الشيء بسبب مفاجأة السيارة، كنا خلالها منهكين لعدم حصولنا على قدر كافي من النوم في الطائرة (باستثناء الأطفال!) لذلك كان النوم هو الخيار الأمثل لما تبقى من ساعات ذلك اليوم!

وفي التدوينة القادمة سأخبركم عن يومي الأول في ميونيخ.. وعن الماكن السياحية التي زرتها….وهذه المرة سأرفق مجموعة مقبلات من الصور..فتابعونا!

تلميحات واقتراحات:

  • الحجز المبكر لتذاكر السفر والإقامة قد يوفر عليك 20-30% من تكلفة الرحلة الإجمالية لذلك احرص على الانتهاء من الحجوزات ققبل 6 أسابيع على الأقل من موعد السفر.
  • الانترنت مصدر رهيب للمعلومات احرص على أن تستفيد من هذه التقنية للتخطيط الصحيح لرحلتك.
  • (*)اكتشفت مع الأيام أنني اصطحبت الكثير من الأغراض والملابس غير الضرورية، لذلك قلل من كمية الأمتعة التي سوف تصطحبها معك قدر الإمكان خصوصا إذا كان رحلتك تتطلب التنقل باستمرار و لا تأخذ معك سوى ما تحتاجه فقط، وإلا سترجع مصابا في عمودك الفقري فأغلب الفنادق في أوروبا حتى ذات الأربع نجوم تطبق مقولة (اخدم نفسك بنفسك) أيضا عليك أن تتذكر أنه يجب عليك أن توفر حيزا مناسبا ضمن حقائبك لما سوف تشتريه من أغراض وهدايا إذا كنت من النوع الكريم!
  • الرحلة السليمة.. بدايتها طيارة مريحة”… نصيحة.. لا تستخسر أن تسافر على متن خطوط جوية عالمية معروفة كطيران الاتحاد أو الإمارات .. لأنك ستعرف فيما بعد أنها تستحق المبلغ الذي دفعته كثمن للتذاكر.
  • احرص على ارتداء ملابس مريحة طوال فترة السفر على متن الطائرة. وابتعد عن (الخبل الخليجي) الذي يحرص على المظهر والكماليات …مثال حي شاهدته: امرأة خليجية كانت ترتدي طوال الرحلة عباءة كاتمة للنفس وتنتعل حذاء أكرمك الله ذو كعب يضاهي في طوله قمة جبل جلوبلوكنر في النمسا……طبعا في نهاية المطاف لم تتحمل العذاب الذي كانت تعيشه فاستبدلت الحذاء بآخر رياضي!

(4048)

16 thoughts on “رحلة الأحلام إلى بلاد الجرمان (٢)

  1. و على مد البصر سماء زرقاء ملبدة بغيوم متفرقة أشبه بمخدات قطنية بيضاء متناثرة مشكلة لسلسلة جميلة ومتناغمة تضفي على النفس بهجة وسرورا مع الخضرة المنعشة التي تكسو التلال والوديان المحيطة   .>>>   من هالوصف  ناقصه هايدي وبيتر  ^_^

    :
    الرحلات العائلية دوم تكون ممتعه  
    ان شاء الله دوم هالرحلات =)

    والله يعطيك العافيه على الصور  والاقتراحات

    احترامي ..هــدى

  2. ما شاء الله ماخذ العفش كله معاك ^_^

    انا وقت السفر ما اخذ إلا شي بسيط وعلى قد الحاجة واذا احتجت اشتري من البلد الي انا مسافر لها

    حط خطين تحت هالعبارة “على قد الحاجة” لان الحاجة تفرق بين الجنس الخشن (الرياييل) والجنس الناعم (حريمنا)

    عندنا معناها شنطة هاند باج نصها فاضي لكن عند الحريم معناها شنطة واحدة بس من العيار الثقيل جداً وعشان تسكرها لازم انت وكل المتواجدين في البيت تجتمعون وتمارسون عليها انواع الضغوط المادية والمعنوية وبعد ما تتسكر الشنطة (بعد استخدام جميع الحركات التي تذكر انك شفتها وانت صغير في المصارعة الحرة) تكتشف الحرمة انها ما زالت محتاجة اغراض اضافيةوتحتاج على الاقل شنطة ثانية من نفس العيار

    طبعا اصابع ايدك مو مثل بعض
    بعضهم يحتاجون شنطتين وبعضهم ثلاثة وبعضهم اكثر عشان يحطون فيها بس الاغراض الضرورية ^_^

  3. يا سلام

    الحمد لله على  سلامتك أبو عامر …

    تفاصيل رائعة جدا …

    وكرم حاتمي بهذه  المعلومات المهمة …

    ننتظر مقبلاتك … << من الصور طبعا … لوووول

    شكرا أسامة

    🙂

  4. ما شاء الله خليتني أعيش الجو و الله
    عندك حق بالنسبة للأمتعة لكن احنا الحريم أغراضنا وايد
    متابعة بشوق

  5. أنا إذا شفت الصور أنسى الكتابة , بس إلى الآن يا شيخ أسامة 🙂 ما أشبعتنا صور .
    إذا كان الواحد إذا شاف صور من أوروبا ترتاح نفسه وهو يشوفها وهي بس صور , كيف لو كان على الطبيعة 🙂 . أنت وعدتنا أن التدوينة القادمة ستركز فيها على الصور  . لذلك أنا لا زلت أنتظر .
    أتمنى لك التوفيق

  6. ما شاء الله .. تدوينتك رائعة بحق … أتمنى زيالرة هذه البلدان .. هدفي الأول سيكون الدراسة والسياحة ثانيا … دمت بعز أيها الفاضل

  7. أخوي أسامة على سالفة الشنط .. أنا على قناعة تااااامة .. بأن الاهل يبالغون في وضع أشياء في الشنط .. غير ضرورية
    أنا اتكلم عن نفسي … فنتلعوز في التنقل .. مثل ما صارلي في سويسرا أول يوم .. مسكنا الشرطي .. ورحنا وطي

    واللي قرا مدوناتي في سويسرا .. بيعرف القصة ..  والسبب كان : كثرة الشنط


    ونصيحة للي ناوي يسافر …. حاول بقدر الامكان التقليل من الثياب


    لأنه بنطلونات الجينز وغيرها .. ممكن تلبسها أكثر من مرة مع تبديل القميص


    والله يوفق الجميع ..  ومبروك عليكم رمضان مقدما .. يالربع



  8. هدى

    أووه..انتي قديمة دامك تتذكرين هايدي وبيتر:)

    أفلاطونية…

    و أنا أكثر!

    عوني…

    لا تقلق..فمازال هناك الكثير منها!

    سعيد المهري…

    و الله ضحكتني..أضحك الله سنك.. 🙂

    بالفعل سويت نفس الحركات الي قلت عنها يوم بغيت آشكر شنطة المدام والعيال!

    عمر عاصي…

    سوية إن شاء الله 🙂

    فهد بن سعود..

    الله يسلمك يا عزيزي…
    وبما آنك مصور فأكيد أن بشوق لمعرفة المقبلات التصويرية!

    The white steed…

    بالنسبة لي فهذه المفاجأة كانت بمثابة نقطة تغيير أولى لمسار الرحلة !!

    هند…

    لا أعتقد آن الدراسة ستكون فكرة صائبة..ولكن السياحة بالتأكيد!

    الذهب…

    مرحبا بالسائح السويسري…

    أنا متابع تدويناتك أول بأول من ألمانيا…اسمتعت فيها بقراءة التفاصيل ومشاهدة الصور…
    والظاهر أن كثرة الشنط …عادة خليجية..!

    أواب الشويخ…

    ومن قال أني أبصبص..لم لا يكون العكس يا عزيزي 🙂

  9. ردي متلخبط سأعيده و احذف السابق

    المانيا (L)

    أعشقها كثيراً سبق و أن سافرت اليها

    و لكنها غالية حقيقة حيث يساوي اليورو سبع ريال على ما اظن

    رحلة جميلة شكراً لجمال العرض

  10. رائع .. ما شاء الله نجحت في أن جعلتنا نعايش تفاصيل رحلتك ..
    وكأننا كنا هناك .. معكم .. 🙂
    هذه هي الرحلات ..
    نعم هذا هو الإستجمام الذي تنشده الروح ..
    وهذه هي الراحـة التي يحتاجها الفكر للتأمل ..
    موفق خـــير دائماً وأبـداً يابو عامر ..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *