Close

نوادي العاشقين!

أتمنى لو أنا كتابنا الأفاضل تركوا الكورنيش في حاله مؤقتا و تطرقوا لما هو أهم مما يدور خلف الكواليس من أمور أقل ما يقال عنها أنها مرعبة و ذلك قبل أن تتفاقم و تخرج عن نطاق السيطرة، لا سيما و أنها تستهدف فئة تشكل أكثر من نصف المجتمع ألا و هي فئة الشباب عماد هذه الأمة و مستقبلها.

لكي تفهموا ما أرمي إليه سأورد لكم مقتطفات مختصرة من المشاهد المثيرة التي حكاها لي أحد الأصدقاء- ممن أدعو الله له بالهداية و الصلاح- بعد أن حضر حفلة رأس السنة الميلادية لهذا العام التي أقيمت في إحدى فنادق العاصمة من فئة الخمس نجوم، صديقي هذا اعتاد للأسف على ارتياد النوادي الليلة و حضور الحفلات الصاخبة خلال تواجده في الخارج إلا أن ما رآه في تلك الليلة من منكرات و مفاسد يفوق جميع المشاهدات التي مرت عليه طوال حياته، فقد خصصت لإقامة تلك الحفلة إحدى القاعات الضخمة أعدت على أرقى مستوى و أحدث طراز بل ربما تتفوق على قاعات (الديسكو) الموجودة في أمريكا و أوروبا، و قد قسمت تلك القاعة إلى أقسام فهناك ساحة الرقص التي يزدحم فيها الشباب و الفتيات يهزون أجسادهم وسطها و كأنهم أصيبوا بمس شيطاني و تحيط بهم الأضواء المتراقصة و الأغاني الصاخبة التي أستجلب لها خصيصا (ديجي) محترف لإحياء هذا الحدث الهام، و بعيدا عن مركز ساحة الرقص يتحلق مجموعة من الشباب و الفتيات للفرجة و نيل قسط من الراحة قبل الدخول من جديد في معمعمة الأجساد المتلاصقة، أما الفئة (الهاي هاي) التي جاءت لمجرد الاستمتاع بالأجواء الصاخبة فقد خصص لها مكان في الطابق العلوي مطل مباشرة على ساحة الديسكو!

أما عن الحضورفلم يقتصر على الأجانب فقط بل كان للشباب المواطن حضور ملفت، بل أكد لي صديقي بأن ثلاثة أرباع الحاضرين هم من الشباب المواطن ممن تتراوح أعمارهم بين السابعة عشرة و الخامسة و العشرين أغلبهم حضر بصحبة رفيقته أو الـ (جيرل فريند)، إلا أنني أحسست و كأنني أصبت بصعقة كهربائية عنيفة عندما فاجأني بقوله بأن من بين الحاضرات في تلك الليلة شريحة كبيرة من الفتيات المواطنات خلعن ثوب الحياء و الأخلاق و لم يجدن أدنى حرج في أن يحتفلن هن بدورهن بالـ (New year) في مثل هذه الأمكان المشبوهة و على طريقتهن، فقد كان كان من الصعب التفريق بينهن و بين الأجنبيات بسبب نوعية الأزياء و الملابس المثيرة التي كن يرتدينها، و المضحك المبكي أن المتمسكات منهن بالزي الوطني حضرن و هن يرتدين العباءة و الشيلة جنبا إلى جنب مع الشباب أصحاب الغتر و الكنادير(الدشاديش) و اكتفوا فقط بشرب (البيرة) و الويسكي على الطاولات و الكراسي المطلة على حوض السباحة!

ظننت أن في كلام صديقي الكثير من التهويل و المبالغات التي من الصعب أن يصدقها عقل، لكنه أقسم لي بأغلظ الأيمان بأن ما قصه علي ليس سوى غيض من فيض مما دار في تلك الليلة من مفاسد يشيب لها شعرالرأس و دعاني لحضور حفلة السنة القادمة بنفسي لأرى بأم عيني جزءا من تفاصيل ما حكاه لي!

هل يوجد من الكتاب من يجرؤ على تناول مثل هذه الممارسات الخطيرة و غير الأخلاقية؟ فإذا كان ما يحصل على الكورنيش خادش للحياء فمايدور داخل “نوادي العاشقين” لا يمس للحياء و الدين بأدنى صلة!

(915)