كم هي قاسية هذه الحياة… ففي زمن العولمة و العلمانيين ..زمن تزلزل الثوابت وتزعزع المبادئ… زمن تنكر الابن لأبيه و الأخ لأخيه… زمن بتنا نتجرع فيه يوميا كؤوس الذل و المهانة ……زمن انعدمت فيه الكرامة و صارت العزة كلمة لا معنى لها سوى في القواميس ……. زمن صار فيه من أصعب الصعاب توضيح الواضحات… زمن ادعى أهل الفن و (هزالوسط) أن لهم فيه رسالة…و التدين صار إرهابا و ضلالة!… زمن لاعب الكرة يشترى و يباع بالملايين … في حين دم المسلم ما يسوى (ملاليم)!.. زمن همشنا فيه التاريخ بعد أن كنا أبرز صانعيه…. و صرنا نعيش في الظل و صارت أمريكا هي (الكل بالكل)…….!!
تبقى سلوانا الوحيدة استرجاع أمجاد الماضي، و تقليب صفحات تاريخنا المضي الحافل بالانتصارات وحده القادر على رسم ابتسامة عابرة على وجوههنا… و لكن يأبى شرذمة ممن يتلقبون زورا و بهتانا (بالإعلاميين) إلا أن يسرقوا هذه البسمات الباهتة و أن يقتلوا فينا بذور الأمل التي تنمو بداخلنا و يقتلعوا جذوة الحماس التي بدأت تتقد…. فتراهم ينفثون سمومهم القاتلة و أنفاسهم الكريهة… يزورون فيها الحقائق التاريخية و الوقائع الثابتة بما يتوافق مع أهوائهم و أطماعهم… يثبطون همم الناس و يأصلون بداخلهم حقيقة الهزيمة و الإنكسار….فتزداد قيود التبعية ثقلا….. على ما سبقها من قيود…. رؤوس فارغة لم تمتلئ إلا بخلطة شيطانية من الوحل و الضلالة….. أصحابها لا يتورعون عن استخدام أقذع الألفاظ و أحط العبارات في اتهام خصومهم والرد على كل من يعارض تلك الشطحات و الهلوسات الإعلامية بسيل من الشتائم و السباب…. فلم يكتف كاتبنا الموقر بالتطبيل لجمهورية فرنسا و تزييف الحقائق عنها و تنقيح تاريخها الأسود…. و من قبل هجومه المكثف و المستمر على أبطال المقاومة في العراق الذين حملوا على عاتقهم لواء طرد الغزاة المحتلين و وصفهم بأبشع الألفاظ السوقية التي لا يتداولها إلا (عيال الشارع)…..بل ها نحن نراه يتمادى بكل غطرسة ليطعن في فريضة الجهاد، تلك الفريضة العظيمة و أحد أركان الإسلام التي لم يذل المسلمين إلا بسبب تركها و لجوئهم إلى مفاوضات السلام …و يفتري بكل خسة على المجاهدين ممن باعوا الدنيا و ما فيها و هبوا لنجدة أخوانهم المستضعفين في أفغانستان و البوسنة والهرسك و الشيشان و الآن في العراق…. و يتهمهم بكل وقاحة و صفاقة أنهم انساقوا وراء الشعارات الحماسية التي روج لها علماء الضلالة – على حد قوله- من أجل (المتعة الجنسية) مع الحور العين في الجنة..فهل هذا كلام يصدر من إنسان يشهد أنه لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله…؟..!!
و لم يتردد كاتبنا الغضنفر من التعري من كافة مظاهر احترام النفس و الذات ليلبس بدلا عنه ثوب (قلة الأدب و الحياء) عندما وصف الشيخ “القرضاوي” في مقاله الأخير بأنه (مخرف) بلغ من العمر عتيا…. لا شيء سوى أنه أطلقها مدوية في سماء الزيف والنفاق باستحلال دماء الأمريكان المدنيين في العراق و هو ما لا يتفق مع هوى عبدالله رشيد هو غيره من كتاب الضلالة..ممن انبروا للدفاع عن صورة الإسلام (المشوهة) في عيون أحبابهم من الغرب و بات عندهم في نظرهم أكثر أهمية من الدفاع عن ثوابته و مقدساته!
حرية الصحافة و انعدام سقف الحرية الإعلامية …شعارات براقة سرعان ما تتحول إلى وهم و سراب و ذلك عندما ينبري أحد الشرفاء للرد على هؤلاء التافهين..و يقارعهم المنطق بالمنطق و الحجة بالحجة… (لا الألفاظ السوقية و مفردات الشوارع!)… و ها نحن نتجرع مزيد من كؤوس الذل و المهانة.. و نطأطئ رؤسنا مزيدا إلى الأسفل….و نحن نسمع الكلاب ما تزال تنبح…و قافلة هدم الثوابت و التطاول على المسلّمات مازالت تسير….. فيحيا إعلامنا… الحررر…..بلا سقف … و لا حتى… أساس…!!
موجة:
تعمدت أن أنقطع لعدة أيام حتى يأخذ مقال (التطيبل) الأخير حقه من القراءة كي لا ينغر القراء و ينخدعوا كما انخدعت أنا في فترة من الفترات بعبدالله رشيد و من على شاكلته. و أدعو الجميع إلى الإنكار على أمثال هؤلاء الكتاب سواء عبر مراسلتهم أو التشهير بهم و بأفكارهم المسمومة.
(982)