Close

كن مثل فيجي!!

كان “فيجي” شابا في مقتبل العمر عندما قدم إلى الإمارات قبل أكثر من 20 سنة كغيره من الهنود الذين فتحت لهم بلدان الخليج أبوابها على مصراعيها للقدوم إليها و طلبا للرزق على أراضيها.
عمل “فيجي” في البداية حلاقا لدى إحدى دكاكين الحلاقة في تلك الفترة وبراتب شهري زهيد جدا، أكثر من نصفه كان يقوم بإرساله إلى أسرته في الهند، ومع مرور الأيام أتقن “فيجي” الحرفة واكتسب خبرة كبيرة في هذا المجال أهلته لكي يصبح حلاقا ماهرا يشار إليه بالبنان، مما شجعه على التفكير بالانفصال وتـأسيس دكان خاصا به يكون فيه هو الآمر و الناهي، فلم يجد صعوبة في إقناع أحد زبائنه المواطنين بأن يكفله كون قوانين الدولة لا تسمح بأن يفتح المستثمر الأجنبي محلا دون أن يكون لديه كفيل مواطن، فافتتح صالونه الأول و قام باستقدام حلاقين هنود من بلدته الصغيرة بالهند.

كان الشعار الذي يرفعه “فيجي” هو “تقديم خدمات راقية للزبائن تتفوق على تلك التي تقدمها الصالونات الشامية و بأسعار منافسة”، و بالفعل نجح في ذلك بل نجح في تغيير مفهوم الحلاقة و التزيين الرجالي المتعارف عليه في تلك الفترة والذي كان يقتصر على مجرد دكان متواضع بداخله بعض كراسي الحلاقة المهترئة يقوم عليها مجموعة من الحلاقين البسطاء، فقام بتقسيم المحل إلى كبائن منفصلة كل كابينة مجهزة بتلفزيون صغير مزود بجهاز استقبال فضائي و بات لكل حلاق عدته الخاصة من أجهزة و مقصات و أمواس.. إلخ يتم تعقيمها بعد كل عملية حلاقة، كما جهز قاعة الانتظار التي عادة ما تكون مكتظة بالزبائن الذين ينتظرون دورهم بكراسي وثيرة وجهاز تلفزيون عملاق مزود بسماعات هاي فاي ونصب عليها موظفا مهمته مقصورة على تقديم المشروبات الساخنة للزبائن والمحافظة على نظافة المكان.

وهكذا انطلق “فيجي” بسرعة الصاروخ وازدهر عمله بشكل ملحوظ مما شجعه على افتتاح فرع آخر بعد شهور قليلة، تبعه الثالث ثم الرابع، أما في الخامس فكان مركز تجميل رجالي متكامل يقدم شتى خدمات التجميل الرجالية بدءا من الحمام المغربي و مرورا بـ (البدكير و المنكير) و تقليم الأظافر وخدمات تنظيف و تقشير البشرة بشتى أنواعها و ألوانها وانتهاء بخدمة زرع الشعر لمن يعانون من مشكلة الصلع!
وجد “فيجي” أن شريحة كبيرة من زبائنه يأتون من ضواحي المدينة فقرر أن يقدم خدماته بنفسه إليهم فافتتح صالونا في منطقة المرور، ثم المشرف، و في المدن المتاخمة كالشهامة و بني ياس، وبعد فترة اكتشف فيجي أنه ينفق مبلغا كبيرا من المال لتغطية احتياجات مملكة الصالونات المترامية الأطراف التي يمتلكها ويشمل ذلك الأمواس و مكائن الحلاقة وعلب الكريم و الشامبو والمحارم الورقية و غيرها من السلع الاستهلاكية فقرر أن يفتتح محل متخصص في استيراد وبيع أدوات الزينة والحلاقة ليسد بذلك النقص الذي كان يعاني منه ويتجنب التعامل مع جشع الموردين، ولم يقف طموحه عند مجال الحلاقة والتزيين فقط فقرر اقتحام مجالات أخرى جديدة مستغلا السمعة التي جناها الاسم الذي اختاره كعلامة تجارية لجميع الصالونات التي يمتلكها، فقام بافتتاح مكتب سفريات، ثم محل تصوير مستندات قبل أن يقوم بافتتاح مصبغة أوتوماتيكية لكي تتولى عملية غسيل المناشف و الملاءات بعد استخدامها، ثم استوديو تصوير فوتوغرافي، و أخيرا محل هواتف نقالة و اكسسواراتها.

بقي فقط أن تعرفوا أن “فيجي” هذا هو هندوسي ويعمل تحت إمرته ما لا يقل عن 250 موظف تقريبا، أغلبهم هندوس بطبيعة الحال، أما رأس ماله فصار بالملايين، ومع ذلك فهو مازال يسكن في شقة صغيرة في إحدى البنايات مع عائلته الصغيرة.

فيا أيها الشباب ممن تقتصر آمالهم و أحلامهم على العمل في القطاع الحكومي….أتعجزون أن تكونوا مثل “فيجي”!

(1559)

11 thoughts on “كن مثل فيجي!!

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخويه أسامه
    فيجي ماعنده أهل وإلا جماعه بيقولوله عيب شو تشتغل حلاق
    فيجي ماإجتهد إلا لما أتقن الحرفه
    وهالشي أشعل عنده الحماس لأنه قام يعرف شو يريد وشو المفروض يكون موجود

    شباب لما فتحوا مطعم لمدة شهر في القرية العاليمة قام الكل يضحك عليهم شو ها مايستحون يشتغلون طبابييخ

    ليش حرام

    شاب من كثر حبه للسيارات طور نفسه في الميكانيكه…
    يوم يا يتزوج كثير رفضوه مع إنه يجني ذهب والسبب شو
    نزوج بنتنا ميكانيكي

    مشروع بسيط يقدر الشاب يبتدي فيه وبالذات المدمنين على شرب حليب الكرك
    يسوي كاونترز في السينمات أو جدام الدوائر المحليه
    ولأنه هو يحب الكرك أكيد بيبدع في المذاقات والخدمات المرافقه للكرك
    ومن كشك أو كانتر بتتوسع وبيصير يضاهي الستاربكس

    الحين عطيتكم فكرة ( لاتنسون عاد تعطوني كوميشن ، ههههه)

    الموضوع أعتقد يباله عزيمه وإصرار
    الهندوسي والمسيحي وحتى المسلم من جنسية أخرى لابزايد عقل ولا ريل ولا يد عن المواطن

    بس لو نودر عنا الدلع والمستحى عن شو ممكن يقولون عنا

    ودمتم،،،

    عاشــــه

  2. مثل هذي النماذج الهندية موجودة عندنا وبكثرة هنا في الدولة، وفي كل إمارة راح تحصل نفس القصة، هؤلاء الناس اللي يحركهم الحاجة والفقر، واحنا عايشين في نعمة ونحس أننا في غنى عن هذي النماذج اللي تبدأ من الصفر، أو حتى من تحت الصفر..
    من الأمراض اللي تمنعنا عن هذا الشي مفهوم العيب، وإني أنا ابن فلان الفلاني، وأني مواطن، وشعارات عديدة تجعل من مواطني الدولة مجموعة استهلاكية شرهة “طبعا الأغلبية مو الجميع”.

  3. خى تيابمثنىةاخى اسامة فيجى على حد قولك مثلى جدا لكن طبعا مش فى حد دلوقتىكدة فى مصر وكمان الامكانا ت لدى البلد مش سنحة بزلك

  4. اسامه
    فيجي ما عنده كفيل !؟ اشوف الدنيا ميسره له ..يفتح محلات ويتاجر .. بالنسبة لنا هذا شي غريب .. بس على العموم قصة نجاح تروى للجميع

  5. اشكرك اخي اسامه على هل الموضوع الرائع.
    بس على حسب رايي اظن انه المواطن الاماراتي ما بيتجه لمثل هذه الاعمال الا اذا خلص البترول … ذيج الساعه الاجانب بيطلعون من هل البلاد وما بيبقى الا المواطن .
    وبعدين عادي تحصل اماراتيين يشتغلون حلاقين في بلاد ثانيه في المستقبل البعيد
    ملاحظة: يجب علينا عدم الاعتماد على النفط والبحث عن مصادر اخرى للدخل.

  6. أخ اسامة أشكرك على هالموضوع و الذي يعتبر قصة نجاح يجب ان يستفيد منها الآخرون… المشكلة فينا احنا العرب و بالأخص الخليجيين وعينا على الدنيا كل شي متوفر… الله رزقنا بالنفط اللي نبيعه بدون مانحتاج نشتغل شغلو متعبة… الفرق بيننا و بينهم غير العادات و التقاليد هو الفقر.. و الحاجة و كما هو معروف الحاجة أم الاختراع… يعني احنا لازم نحتاج و نحس بالنقص عشان نبدي نفكر نعمل مشاريعنا الخاصة و نطلع ابداعاتنا المدفونة تحت العادات و التقاليد و الغنى و كلمة : ماي خلق و تعبان !
    بالنهاية احب اذكركم ان فيجي الذي استطاع ان يثبت و بجدارة ان على درجة عالية من الذكاء و قدرة على التخطيط ما جعلته تاجرا و رجل أعمال ناجح … في النهاية هو يعبد الأبقــــــــار !!!

  7. عاشة:

    القصد من مقالي هذا هو أن هناك فرص كبيرة للعمل في القطاع الخاص و برأس مال صغير، و ليس بالضرورة أن يعقد الواحد منا جميع آماله و طموحاته على العمل في القطاع الحكومي…
    كل واحد منا بإمكان أن يصبح مثل فيجي بل أحسن منه.. و لكن تنقصنا الإرادة و الثقة في النفس…

    و بالمناسبة فكرة شاب الكرك أعجبتني.. ممكن في المستقبل أؤسس سلسلة من المحال و بسميها كرك كم!:)

    عباس:

    و من قال أنه يجب أن تكون مثله.. كن أحسن منه:)

    عبدالله:

    حاليا من الصعب أن يمتهن المواطن مثل هذه المهن كالحلاقة و الخياطة و سياقة سيارات الأجرة و لكن ليس من الصعب عليه أن يفتتح شركة تتخص في مجال معين شراكة مع مجموعة من الشباب فصدقني الفرص عديدة و للأسف لا يستغلها حاليا إلا الوافدون أما المواطنون فشبه معتمدين على الحكومة!

    ابتسام:

    للأسف كلامك غير واضح بالنسبة لي..أرجو أن تعيدي كتابة ردك.

    محمد الشهري:

    أكيد عنده.. و أكيد هالكفيل من النوع النايم..و لكك مستفيد و للا ما بيكفل واحد هندوسي.!!

    صبري:

    هي بزاته على قولة إخواننا السودانيين.. شكلك من سكان العاصمة!

    محمد:

    و لماذا ننتظر إلى أن ينضب البترول؟ لماذا لا نبدأ من الآن، لماذا نترك المجال لغيرنا لكي يستفيد من التسهيلات التي توفرها الحكومة للمستثمرين و نجلس نحن نتفرج؟ نحن بالتـاكيد أولى من غيرنا!

    Dawn q8:

    صدقني الموضوع أسهل مما تتصور، فكل شيء متوفر تقريبا من بنية تحتية و تسهيلات حكومية و أيدي عاملة رخيصة.. إلخ.. و لكن كل ما تحتاجه هو فكرة تتحول إلى حقيقة مع التخطيط و التنفيذ السليم..

    شاه:

    أشكرك كثيرا على الرابط.. و بالفعل سعدت لقراءة هذا الخبر عن الإنجاز الذي حققه صديقي العزيز عبدالله و يستاهل كل خير:)

Comments are closed.