انتبه.. أمامك امرأة!!

دائما ما أتخيل لو أن رجلا تجرأ و قام بالدخول إلى قسم مخصص للنساء فقط، أو قرر رجل آخر أن يندس وسط طابور نسائي لكي يقوم بتخليص معاملته هربا من الزحام الشديد في الطابور المخصص للرجال…. ماذا سوف تكون ردة فعل النساء المتواجدات في المكان؟ ردة الفعل المتوقعة- حسب تخيلاتي- هي أن أغلبية النساء سوف يقمن بخلع أحذيتهن و ضرب ذلك الدخيل بالقباقب على رأسه حتى ينال مصيرالملكة الشهيرة ” شجرة الدر”! و البعض الآخر لن يجدن حرجا من استخدام حقائب اليد و ما بداخلها من أسلحة فتاكة للدفاع عن حقوقهن في مواجهة هذا التعدي الذكوري الصارخ، أما أضعف الإيمان فهو الصراخ بأعلى صوت و لم رجال الأمن حول ذلك الرجل الذي تعدى على حرمة المكان و خالف جميع الأعراف و التقاليد الاجتماعية المحافظة التي تمنع الاختلاط بين الرجال و النساء لتكون بالتالي فضيحته أمام الناس بجلاجل!

حسنا… ماذا لو انعكست الآية و كانت المرأة هي الدخيلة على الرجل كما هو الحاصل الآن في بعض الأمكنة التي من المفترض أن تكون مخصصة للرجال فقط، فقبيل سفري بأيام كنت في بورصة أبوظبي أقوم بتخليص بعض المعاملات المالية، كان الزحام شديدا و كانت الموظفة المسؤولة تعمل قدر استطاعتها على تخليص الجميع قبل أن تأتي امرأة كبيرة في السن لتتجاهل جميع الموجودين وتتجه بمعاملتها مباشرة نحو الموظفة التي لم تملك سوى أن تقدمها على الجميع دون أن يجرؤ أي من (الرجال) الموجودين أن ينبس ببنت شفه بحجة أن المعاملة لن تستغرق سوى دقيقتين، و لكن يا ليت الأمر اقتصر على تخليص تلك المرأة فحسب، فما لبث أن توالت الغزوات النسائية… هذه جاءت تطلب كشف حساب و ثانية تريد أن تحول أسهم أولادها باسمها و ثالثة تريد أن تفتح حساب مستثمر لكي تبيع و تشتري في الأسهم و رابعة و خامسة…و نحن معشر الرجال مازلنا واقفين في الطابور ننتظر أن يحين الدور، لكن الأمر ازداد سوءا عندما قررت مجموعة من النسوة أن يشكلن طابورا موازي لنا و بالأصح (ملاصق) لنا، كنت خلالها أجاهد كي لا أضطر الاحتكاك بالمرأة التي أصرت أن تزاحمني و لسان الحال يقول : (LADIES FIRST!)، و لكن حدث أن أدخلت يدي في جيبي لكي ألتقط شيئا ما فوكزت من دون قصد (أبو الهول) التي وقفت بجانبي فما كان منها إلا أن دفعتني بيدها بعيدا و هي ترمقني بنظرة حادة و كأنها تقول لي: ” كيف تجرؤ يا ( …..) على لمسي؟!

بعد هذه الدفعة الجريئة وددت لو أن الأرض انشقت و بلعتني، فالنساء الذي يتوجب علينا أن نحشمهن و أن نقدرهن لا يجد حرجا من مزاحمة الرجال بل …و دفعهم….. كما حصل معي! و الذي قهرني أكثر أنه يوجد قسم مخصص لتخليص معاملات النساء و لكن لا نساء فيه! و ها هي الساعة تشير إلى العاشرة صباحا و أنا (ملطوع) منذ أكثر من ساعتين دون أية بوادر لانفراج هذه الأزمة..

ربما لو كنت أرتدي عباءة سوداء و برقع لايظهر سوى عيناي ..لكنت فرغت من معاملتي في زمن قياسي! و لا أدري مالذي دفعني للتصريح بهذا الهاجس أمام المتواجدين الذين لم يتمالكوا أنفسهم من الضحك على هذه الفكرة حتى الموظفة نفسها ابتسمت قبل أن ترثى لحالي و أجدها لأول مرة تقول للمرأة التي أقبلت لتسلم معاملتها متجاهلة للبقية: ” لحظة… هذا (الرجل) جاء قبلك!

(1283)

أعجبتك المقالة ؟ يمكنك مشاركتها مع أصدقائك

أسامة

أسامة الزبيدي، مدون ومصور فوتوغرافي , من مواليد العاصمة الإماراتية أبوظبي في 1978 بحار سابق وموظف حالي ورجل أعمال على قد حاله

6 تعليقات -- هل تود أن تترك تعليق ما ؟

هذا الرمز * يعني أن الحقل مطلوب . بريدك الإلكتروني لن يتم نشرة