Close

عند الحلاق…!

الليلة هي ليلة العيد و الزحام شديد جدا عند صالون (…..) المخصص للرجال، جميع الحلاقين يعملون بكامل طاقتهم و المنتظرين يتذمرون من طول الإنتظار.
“بابو” هو أمهر حلاق في الصالون و صاحب شعبية كبيرة بين الشباب..الساعة تشير إلى العاشرة مساء و هو منهمك حاليا في حلاقة لحية شاب من الشباب.

سالم: كم نفر في موجود؟
بابو: تمانية نفر
سالم: زين… أنا نمبر 9 … الساعة كم يجي؟
بابو: لازم شوية إنتظار.
سالم: شو انتظار.. أنا يروح الحين و يجي بعد نص ساعة… زين؟

بابو يهز رأسه موافقا… و يتوجه سالم نحو سيارته المرسيدس مغادرا.

يعود بابو إلى زبونه من جديد… و بعد دقائق قليلة يدخل “علي” إلى الصالون و هو مشتط من الغضب.

علي بنبرة صوت عالية: ها خلاص نفر؟
بابو: لا مافي خلاص.. في تلاتة نفر.
علي: شوووووووو؟ إنت يقول تعال ساعة تسعة و إلحين ساعة عشرة.. إنت في مسخرة؟
بابو: شو يسوي… بكرة عيد..و نفر كتير!
علي: شووف بابو.. أنا يحلق بعد هذا نفر و إلا بـ (………..)!

بابو يهز رأسه موافقا و يعود إلى زبونه…و”علي” يأخذ مكانه مع المنتظرين.

بعد دقائق قليلة يرن هاتف بابو.. و على الطرف الآخر “سعيد”.

سعيد: “بابو” كم نفرفي موجود الحين..
بابو: و الله نفر كتير… زحمة واجد تعال ساعة تلاتة.
سعيد: تلاتة في عينك… أنا يسوي تليفون قبل ليش إنت مافي يرد؟
بابو: خلاص مافي مشكلة…إنت تعال بعد واحد ساعة.
سعيد و هو يصرخ بأعلى صوته: شوف كلام كثير ما يريد.. أنا يجي بعد عشرة دقيقة..إذا انت ما يحلق بزنطك (كلمة عامية معناها أنه سوف يمسك بتلابيب عنقه)!
بابو مذعورا: خلاص مافي مشكلة… إنت سوي………

يغلق سعيد السماعة قبل أن يكمل “بابو” كلامه!

بعد عشرة دقائق بالفعل يقبل “سعيد” و يأخذ دوره بين المنتظرين….و بعده بدقيقة يدخل “سالم” و يتجه نحو “بابو” و يهمس في أذنه قبل أن يجلس في قاعة الإنتظار مع غيره من الزبائن.

“بابو” فرغ أخيرا من تزيين زبونه الأخير..” علي” يستعد للانقضاض على كرسي الحلاقة…”سعيد” أنهى مكالمته الهاتفية استعدادا للدخول… “سالم” قام بنزع غترته و عقاله تمهيدا لتعليقها بجانب كرسي الحلاقة….

“أحمد” يقبل من خارج الصالون و يتجه مباشرة نحو “بابو” دون أن يعير اهتماما للباقين..و “بابو” يشرع في مهمته.

علي و سالم و سعيد يكظمون غيظهم…و مازالوا ينتظرون أن يحين دورهم … ربما حتى لحظة كتابة هذه السطور!

عساكم من عواده

انقضت أيام رمضان سريعة كالعادة و ربما أسرع هذا العام، غنم فيها من استغل أيامه و لياله في الصلاة و القيام و خسر فيها من ضيعها في اللهو و اللعب و بين الفضائيات، تقبل الله منا و منكم الطاعات و كل عام و أنتم بخير.

(1626)

14 thoughts on “عند الحلاق…!

  1. هاهاهاها.. بابو في خوف واجد :).. حلو المسلسل القصير.. والأحلى وصفك.. وهكذا الدنيا.. إنت في قوي أنا في خوف 🙂

    كل عيد وأنت والأمة الإسلامية بألف خير..

    تحياتي؛؛؛

  2. كل عام وانتم بخير وصحة وعافية يا ابا عامر ..
    وبالنسبة لأزمة الحلاقة في ليلة العيد فيبدو ان الجميع يعاني منها خصوصاً في الدول العربية 🙂 …
    لااعلم لماذا نُسوف مواعيدنا الى ان تحين ساعة الصفر !

  3. كل عام وأنت بخير أخي أسامة
    وبصراحة كسر خاطري هذا الهندي ، وعندنا في السعودية ومع الزحمة اللي تصير قبل العيد إلا أن اللي يصير لبابو مايصير عندنا ..
    تدري ليش ؟؟
    لأن 95% من الحلاقين اللي عندنـا ( أتراك ) وأنت عارف الأتراك ودمهم الحار ، يعني الهنود مساكين وطيبين بس التركي ممكن يسكر المحل ويمشي ولاعنده .

  4. وكل عام وأنت بخير أخي أسامة ..
    ليلة العيد رحت ابي أحلق ومع الزحمة بطلت, قلت يوم العيد بعد الصلاة أطلع أحلق أحسن وبالفعل سويتها .. أخوي الله يهديه أصر على الحلاقة ليلة العيد والنتيجة : انتظار في صالون الحلاقة لمدة 4 ساعات قبل ما يبدأ ..
    الله يعين الجميع

  5. شوق القلوب:

    منا و منكم و كل عام و أنتم بخير..

    السويدي:

    اللهم آمين..و إنت بخير أخي الفاضل

    م/كمال الغامدي:

    هذه الحوارات بعضها عايشتها بنفسي.. بإمكانك أن تلمس فيها بشكل واضح الكبر و الغنجهية لدى البعض و السكينة و الذل لدى الحلاق المسكين..

    عبدالمنعم:

    و إنت بخير أخي الكريم.. و أرجو أن تراسلني للأهمية

    االبراك:

    عساك من عواده..للأسف كثير من الناس تضيع أوقاتهم بالساعات لمجرد الانتظار لدى الحلاق.. أحدهم اضطر للإفطار عند الحلاق في آخر ليلة بعد أن ظل منتظرا من الساعة الثانية ظهرا لمجرد أن يحلق لحيته!

    ماشي صح:

    و إنت بخير…و الله الأتراك يمدحونهم هالأيام … و بالتأكيد هناك فرق بينهم و بين الهنود المساكين!

    وليد:

    و الله أنا غلطت إني ما رحت الليلة الي قبل العيد.. و لكن الحمدلله أنني لم أضيع الكثير من وقني في الانتظار بسبب لجوئي إلى حلاق آخر.. و لكني بصراحة ندمت لأنه خرب الدنيا و شوه ملامحي!

  6. تقبل الله منا ومنك اخونا اسامة

    دائما اتساءل .. كل الناس يعرفون موعد العيد !
    ومع هذا تجد الزحمة في أخر يوم….. .. ليش…..

    ما أدري؟؟!!

    ودمت بخير

  7. السلام عليكم . تقبل الله منا و منكم. الحمد لله انا قصدت الحلاق صبيحة ليلة العيد ,ولم ينس الحلاق تهنئتي باختياري الموفق للزمن و السلامة من طابور المساء.. و السلام عليكم.

  8. بن ماجد:

    التواكل و التسويف مشكلة يعاني منها الكثير على رأسها أنا!

    Abod:

    ما فهمت قصدك!

    عبدالله بن أحمد:

    يبدو أنني سأتبع سياستك في العيد القادم.. أو أن آتي مبكرا قبل يوم العيد!

Comments are closed.