Close

متفجرات على ظهر السفينة!

كان لأحداث الحادي عشر من سبتمبر انعكاسات سلبية كبيرة على مستوى العالم امتدت آثارها لتشمل حركة الملاحة البحرية لتنال نصيبها هي بدورها من من قوانين مكافحة الإرهاب و آخرها قانون Ship Security Plan أو SSP (خطة الأمن الوقائي على ظهر السفينة) الذي سيكون ساري المفعول بدءا من الأول من يوليو القادم، مما يفرض على كل شركة بحرية تمتلك أسطولا بحريا أن تقوم بتجهيز سفنها بالمستندات و الوثائق القانونية المتعلقة بمكافحة الإرهاب بالإضافة إلى توفير خطط وقائية و بدائل تكون بمثابة المرجع لطاقم السفينة في حالة تعرضها لهجمات مسلحة من قبل أي جماعة إرهابية، و أية ناقلة تفشل في تحقيق بنود هذا القانون لن يكون بإمكانها الإبحار مجددا إلا بعد أن تقوم بتعديل أوضاعها!

من اليابان التحق على ظهر السفينة مدرب تابع لإحدى شركات التدريب البحري ليتولى مهمة شرح بنود هذا القانون الجديد بالإضافة إلى عمل دورة قصيرة لجميع أفراد الطاقم تشمل مجموعة من التمارين الوقائية المتنوعة في كيفية التعامل مع أي خطر يهدد أمن و سلامة السفينة.

و صباح هذا اليوم تم القيام بتمرين متعلق بكيفية التعامل مع وجود طرود مشتبه بها أو متفجرات على ظهر السفينة، كان السيناريو المعد هو ورود إتصال من أحد (الإرهابيين) أثناء رسو السفينة في إحدى الموانئ يفيد بوجود مجموعة من المتفجرات مخبئة في أنحاء متفرقةعلى ظهر السفينة، و كان يتوجب علينا أن نقوم بعملية البحث في جميع أنحاء السفينة لتحديد الأماكن التي خبئت بها تلك المتفجرات و من ثم يتولى المهمة فريق محترف بالتعامل مع هذه النوعية الحالات، تم تقسيمنا إلى مجموعات كل مجموعة تقوم بالبحث في أمكنة محددة، و ترأست أنا إحدى تلك المجموعات و توليت مهام البحث حسب على الأوامر الصادرة، و حدث أن وجدت أنا و مجموعتي إحدى تلك القنابل في غرفة من غرفة من الغرف التي كلفت بمهام تفتيشها، فقمت بالإخبار عن مكان القنبلة -المزيفة طبعا- و اتباع الخطوات اللازمة في مثل هذه الحالات بناء على ما تعلمناه خلال الدورة، و انتهى التمرين بإيجاد بقية القنابل و الطرود التي خبئ بعضها في أماكن صعبة المنال.

مع ذلك تبقى هذه مجرد تمارين وتدريبات وقائية لا أكثر و لا أقل و لكن في حالات الطوارئ الحقيقية لا أعتقد أن أيا منا سوف يجرؤ على الإقتراب من أية متفجرات أو حتى صناديق فارغة، فلو صار و انفجرت قنبلة فعلا و السفينة محملة بـ 136 ألف متر مكعب من الغاز لكنا جميعا في خبر كان!

أتمنى لو أن الجهة التي سنت هذاالقانون و غيره من القوانين فتحت عينيها على مصدر الإرهاب الفعلي الذي يهدد أمن و سلامة العالم، فطالبان و القاعدة و حماس و أسامة بن لادن ليسوا هم الإرهابيين كما يحاول الغرب جاهدا إقناعنا، بل الإرهابيون الحقيقيون هم إسرائيل و أمريكا (دويتو) الإرهاب العالمي، أليس ما تقوم به إسرائيل من قتل و تشريد بحق أخواننا في فلسطين يعد إرهابا؟ و أليس احتلال أمريكا للعراق ضربا من ضروب الإرهاب؟ الغريب أن الإرهابيين أنفسهم هم من يتولون إصدار قوانين مكافحة الإرهاب التي لأول ما تطبق علينا نحن العرب و لمسلمين.. عن يد.. و نحن صاغرون!

(1031)