Close

كوفي شوب إسلامي!

أصبح من الصعب جدا هذه الأيام أن أجد مكانا هادئا يصلح للجلوس و تبادل السوالف و الأحاديث، فإذا ما خرجت برفقة صديق أو مجموعة من الأصدقاء لغرض التنزه و الترفيه عن النفس أجد نفسي قد وقعت في مأزق حرج يصعب الخروج منه ، فمن غير المعقول أن أقضي تلك الساعات أتجول بالسيارة في شوارع المدينة بلا هدف محدد في ظل الجو الحار الذي لا يساعد أبدا على الجلوس في أماكن مفتوحة، كما أنه ليس من عادتي التسكع في المقاهي و حضور جلسات المعسل و الشيشة، و أكره الذهاب إلى المراكز و الأسواق دون أن يكون لي غرض أو حاجة معينة، كماأنني أجد أنه من غير اللائق و (شكلي مش حلو) إذا ما جلست في (ستار بكس) و غيرها من المقاهي العصرية في ظل الاختلاط الحاصل بين الشباب و الفتيات و المناظر المخزية التي أكره مشاهدتها علاوة علىكرهي لسماع أغاني (البوبس) التي عادة ما تصدح بها سماعات المكان، إلاأنني لا أنكر أنني أحب مشروب (الفارباتشينو) البارد الذي يقوم بتحضيره!

لا أعتقد أنني الوحيد ممن يعاني من هذه المشكلة بل أجزم أن هناك الكثير يعانون بدورهم من عدم وجود الأماكن المناسبة، بل أعرف من أصدقائي من يفضل أن يكون(بيتوتيا) ملازما لبيته على أن يخرج لمواجهة الكم الهائل من الفتن و المغريات، و البعض الآخر قد يتنازل عن بعض شروطه من باب حديث الرسول صلى الله عليه و سلم بما معناه : ” من يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير مممن لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم”

لذلك طرأت ببالي فكرة جهنمية و هي افتتاح مقهى أو (كوفي شوب) شبابي يكون قبلة للشباب الملتزم ممن يريد الاستمتاع بجلسة هادئة و لطيفة، لا يختلف هذا المقهى عن غيره من ناحية تقديم المشروبات و الوجبات الخفيفة لزبائنه ، إلا أن نقطة الاختلاف تكمن في أنه بعيد عن صخب و لهو تلك الأماكن الموبوءة التي لا تجذب إلا الشباب (الصايع الضايع)، و خاليا من المنكرات و المظاهر التي تغضب الله عز وجل، فتستبدل الموسيقيى و الأغاني الصاخبة بمقاطع من محاضرات إسلامية و إصدارات إنشادية جديدة تعود بالأجر و الفائدة على ساميعها، و لا مانع أن يتوسع نشاط المقهى مستقبلا ليشمل إقامة مجموعة من الندوات التربوية و المناقشات الهادفة في مواضيع حيوية بدلا من الخوض في نقاشات تافهة لا طائل منها.

أتمنى من كل قلبي أن أستطيع فعل شيء ما يمكنني من جمع هؤلاء الشباب في مجلس مجالس الخير يتم فيه استغلال طاقاتهم و قدراتهم الكامنة فيما يعود بالنفع على أسرهم و مجتمعاتهم و ذلك بدلا من تركهم فريسة سهلة لأصدقاء السوء و التسكع في المراكز و أماكن اللهو، فالإلتزام لا يعني بالضرورة التّزمت و الغلو و لا يقتصر فقط على الذهاب من البيت إلى المسجد و من المسجد إلى البيت و حضور حلقات و دروس العلم، فمن حق الشاب الملتزم أن يلهو و يرفه عن نفسه و لكن ضمن حدود الشرع و المعقول.قد لا يكون العائد المادي من وراء هذا المشروع مربحا.. و لكن العائد (الرباني) يبقى هو الأهم.

موجة:
سمعنا عن إنشاء مقاهي القطط و الكلاب و الحيوانات بأنواعها، أفلا يستحق شباب الصحوة أن يكون لهم (كوفي شوب إسلامي) يتسامرون فيه ؟!

(1054)