بوسعيد ..والعيد

عللاوي

أهنئكم بعيد الأضحى المبارك مع أن التهنئة متأخرة شوية، و لكن تمنياتي أن يكون الجميع قد استمتع بقضاء عيد سعيد وسط أهله وربعه و أحبابه، وحج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور لكل حاج أدى الفريضة هذا العام و عقبالنا!

لا تخافون اليوم ما يكتب عن رواتب الموظفات و لا الخريجات و لا أي شي يمس بالجنس الناعم الذي أتمنى من كل قلبي أن يزداد نعومة خصوصا مع تفشي ظاهرة المسترجلات و(البويات) في الجامعات والكليات و الله يعلم باجر ممكن نشوف موظفات بويات..يمكن الله يعلم!

اليوم بحكي لكم عن بو سعيد، جارنا في نفس الفريج، وكيف قضى العيد هالسنة

بوسعيد تعود كل سنة إنه يقضي أول يوم من العيد مع  الأهل و السلام على شيبان  الفريج، وثاني يوم العيد عادة ما ياخذ أهله و يخيم في البر كم يوم لين ما تخلص الإجازة، فالبر هو جنته على الأرض  لأنه لا يحب حياة الحضر ولا صخب المدنية.

هذا العام أشارت عليه أم سعيد إنهم يغيرون (السيستم) شوية وأن يقضوا العيد هذه المرة في العاصمة أبوظبي، متعذرة بأنهم من فترة ما زاروا المدينة وبالتحديد منذ ولادة بنت عمها سلامة قبل ستة شهور.

بو سعيد المسكين سمع شور أم سعيد واصطحب معاه عياله سعيد و عبيد ومريوم وعواش وطلع صوب المدينة، “سعود” طلب من ابوه أن يأخذهم جميعا إلى جزيرة اللولو بعد ما قرا في الجرايد إنه الحكومة فتحت أبواب الجزيرة لكل الناس.

سار بوسعيد ويا عياله نحو كاسر الأمواج حيث ترسو المراكب السريعة التي وفرتها البلدية لاصطحاب زوار الجزيرة التي تقع مقابل بوظبي، وأوقف سيارته الأرمادا  في الموقف وراء المطعم الذي يبيع الكشري، و نبه على الأولاد أن لا ينسوا اصطحاب أغراضهم معاهم.

“ماشاء الله تبارك الله” هذا ما ردده  بو سعيد عندما شاهد الأعداد الغفيرة من العوايل الهندية المصطفة في طابور طويل واصل لين أول الشارع..و اخذ يبحث عن شاب  متعصم أو مرتدي للزي الوطني.. أو امرأة مبرقعة..فلم يجد إلا حرمة حسبها من بعيد لابسة عباية قبل أن ينتبه أنه هندية لابسة ساري اسود يوم قرب صوبها!

نادى أم سعيد و الأولاد وطلب منهم العودة للسيارة للبحث عن مكان ثاني، لأنهم لو وقفوا في هالطابور ويا الهنود ما بيوصلون الجزيرة إلا عقب صلاة العشا.!
.
أم سعيد ما عجبها الكلام و اتجهت نحو السيكيوريتي الهندي الذي طلب منها أن تقف في الدور..إلا أن أم سعيد بحلقت فيه بنظرة غضبة كانت كفيلة لتسمح لهم بالمرور عبر الحاجز باتجاه المركب الراسي.

على الجزيرة الوضع لم يكن أفضل بكثير من على البر، الهنود في كل مكان تقريبا مع تسجيل حضور لبعض العايلات العربية، و لحسن الحظ نجحوا في الحصول على مكان هادي نسبيا على البحر وبعيد عن الزحمة.

مع غروب الشمس طلب بو سعيد من العيال التجمع والاستعداد لرحلة العودة إلى الميناء بواسطة باص الجزيرة، وعندما وصلوا إلى هناك تفاجأوا بطوابير مالها نهاية موجودة والغلبة كالعادة للهنود والآسيويين!

بوسعيد قرر يتبع نفس سياسة أم سعيد الي طبقتها عند الدخول فما عطى حد سالفة واتجه مباشرة مع الأولاد تجاه المركب فالوقوف في الطابور معناه الانتظار إلى الفجر!

هذا التصرف لم يعجب مشرف الجزيرة السوداني الذي طلب من بو سعيد وعياله أن يصفوا حالهم حال غيرهم في الطابور، ولكن أبو سعيد رفض هذا الفكرة جملة وتفصيلا أم سعيد عندها مشكلة في أرجلها تمنعها من الوقوف لفترات طويلة و بعدين كيف يجرؤ أن يطلب من عايلة مواطنة أن تقف في طابور مليء بالهنود والآسيويين و أصر على الحديث مع مدير الجزيرة المواطن والذي سمح لبوسعيد وعياله أن يقومو بعملية shortcut!

وفي طريقهم إلى المركب سمع بو سعيد صوتا شاميا يصرخ بأعلى صوته على السكيروتي لأنهم سمحوا لعايلة بوسعيد العبور دون الالتزام بالطابور، بو سعيد كاد أن يعود إلى ذلك الشامي لينهال عليه ضربا بالعقال بعد أن سمعه يتلفظ بالفاظ قليلة الأدب تجاهه و تجاه عائلته، ولكن أم سعيد حاولت تهديه فلم تريد أن يدخل زوجها في مشاكل هم في غنى عنها فهمها الوحيد هو أن تخرج وعيالها من هذه الجزيرة و بأقل الخساير

حالما وصل بوسعيد وعياله إلى أبوظبي، اتجه مباشرة إلى محل يبيع دراجات البانشي النارية واشترى دراجتين جديدتين، واحدة لسعود والثانية لعبود، وطلب من الولاد إنهم يجهزون لروحة البر في اليوم التالي، وحلف على أم سعيد على أن لا تطأ رجله مرة ثانية جزيرة اللولو.. بل أبوظبي بكبرها، فالمواطن ليس له مكان هنا..

(1105)

أعجبتك المقالة ؟ يمكنك مشاركتها مع أصدقائك

أسامة

أسامة الزبيدي، مدون ومصور فوتوغرافي , من مواليد العاصمة الإماراتية أبوظبي في 1978 بحار سابق وموظف حالي ورجل أعمال على قد حاله

42 تعليقات -- هل تود أن تترك تعليق ما ؟

هذا الرمز * يعني أن الحقل مطلوب . بريدك الإلكتروني لن يتم نشرة