أسبوعي الأول مع البيئة

أعتذر عن هذا الإنقطاع الإجباري، فقد كان الأسبوع الماضي أسبوعا مثيرا بالنسبة لي انشغلت خلاله بمحاولة التأقلم مع متطلبات الوظيفة الجديدة، فبعد ثلاثة أشهر من الإجازة و الحري ةكان من الصعب علي أن أتقيد بمواعيد دوام رسمية محددة، مما اضطرني إلى تغيير بعض العادات الشخصية التي تعودت عليها سابقا و بالمقابل اكتساب عادات أخرى تماشيا مع الوضع الجديد، منها على سبيل المثال قيلولة الظهر التي تعتبر جزء لا يتجزأ من حياة أغلب الموظفين و التي كنت أعتبرها سابقامضيعة للوقت، إلا أنني وجدت نفسي مضطر للانضمام إلى ركب (المقيلين) و إلا فإن النعاس سيجد طريقه إلى جفوني قبل تمام الساعة التاسعة مساء، و بلا شك النوم المبكر مفيد جدا للصحة و باعث على النشاط و لكن السهر أصبح في هذه الأيام من العادات السيئة التي ابتلي بها كثير من الناس، لذلك لا غرابة أن تخلو المساجد من المصلين في صلاة الفجر.

ربما البعض منكم يود التعرف على طبيعة عملي الجديدة، أما المسمى فهو “ضابط بيئي أول” أو Senior Enviromental Officer – ركزوا على كلمة Senior فخلال أربع سنوات لم أنجح في الحصول على هذا المسمى… بفعل فاعل!- أما وظيفتي باختصار فهي تقتصر على إصدار التراخيص البيئية و تجديدها لكل منشأة لها نشاط صناعي قد يساهم في التأثير على البيئة، منها على سبيل المثال لا الحصر الورش الصناعية، شركات الأصباغ، شركات المواد الكيميائية…إلخ.
كل موظف منضم حديثا يعد له جدول تدريبي خاص مدته تقارب الشهر تقريبا و هو ما يسمى بالـ Orientation Period، يتجول خلاله في مجموعة من الأقسام التابعة لنفس الإدارة التي عين فيها لكي يتعرف على موظفيها و يأخذ فكرة عامة عن كيفية التعامل مع الطلبات و المعاملات الرسمية.

و قد قمت بالفعل خلال الأسبوع الماضي بالتجول في عدة أقسام كما سنحت لي الفرصة للقيام بزيارات إلى مصانع و منشآت صناعية في مدينة “المصفح”، كانت أكثرها فائدة و متعة الزيارة التي قمنا بها إلى مصنع الأكياس البلاستكية المصنوعة من مادة البولي إثيلين تعرفت فيها على مراحل تصنيع الأكياس البلاستيكية بأنواعها، و كانت لي زيارة ثانية إلى حوض لتصليح السفن و صيانة المنصات البترولية و زيارات لمواقع أخرى استفدت منها كثيرا.

للأسف خلال هذه الزيارات اكنشفت أن الكثيرين من أصحاب المنشآت الصناعية لا يولون موضوع حماية البيئة و المحافظة عليها الاهتمام الكافي بل البعض منهم لايكترث به بتاتا، و يعتبرون فرض استخراج الرخصة البيئية أمرا روتينيا عقيما ليس له داعي، فتجد لدى البعض منهم جميع أنواع الملوثات و المخلفات الصناعية متراكمة دون أن يدركوا أن مسألة حماية البيئة مسألة مهمة جدا تأثيرها قد لا يظهر بين يوم و ليلة و لكن على المدى الطويل.

حاليا التحدي الأكبر الذي يواجه الهيئة كجهة تنفيذية لقانون المحافظة على البيئة المصدق من قبل رئيس الدولة، هو كيفية الموازنة بين تطبيق فقرات القانون بحذافيرها بشكل لا يتعارض مع التوجهات الرسمية التي تشجع على على الاستثمار و فتح الباب أمام الراغبين في إقامة منشآت صناعية، و هو ما يحتم في بعض الأحيان أن نقوم بدور توعوي و تثقيفي أكثر من أن نكون جهة تنفيذية.

(1034)

أعجبتك المقالة ؟ يمكنك مشاركتها مع أصدقائك

أسامة

أسامة الزبيدي، مدون ومصور فوتوغرافي , من مواليد العاصمة الإماراتية أبوظبي في 1978 بحار سابق وموظف حالي ورجل أعمال على قد حاله

8 تعليقات -- هل تود أن تترك تعليق ما ؟

هذا الرمز * يعني أن الحقل مطلوب . بريدك الإلكتروني لن يتم نشرة