من المفترض أن أكون في إجازة طويلة نسبيا وذلك استعدادا للالتحاق بعملي الجديد نهاية الشهر المقبل، وكنت آمل أن أكتب هذه التدوينة وأنا أقوم بعمل (تانيق) للبشرة على شواطئ المالديف مع أنها لون بشرتي الطبيعي قمحي بالفطرة والبركة في شمسنا اللطيفة، على أية حال فمازال هناك متسع من الوقت لتنفيذ مخطط (التانيق) ولو بعد حين.
وبما أنني في إجازة فقد كنت آمل أن أجد متسعا كبيرا من الوقت للاستمتاع بممارسة هواياتي بكل حرية وأريحية بما في ذلك الالتزام بتدوينات يوم الجمعة، ولكن الذي حصل هو العكس وذلك بعد أن وجدت نفسي مطالبا بأداء الكثير من المهام المتأخرة (بأثر رجعي!)
والطامة الكبرى تتمثل في أن يعلم من حولك أنك في إجازة لتفاجأ بمن يتبرع بتكليفك بمهمات إضافية على اعتبار أنك فاضي و ما عندك شغل!
(١)
هااا… كورس في جامعة زايد…يالخرباااان!
كان هذا مسج وصلني من صديقي الذي لا يصلني منه أي شيء عبر البلاك بيري إلا في في السنة حسنة كما يقولون، ففي نهاية الأسبوع الماضي انتهيت من عقد دورة تصوير فوتوغرافية للفتيات في جامعة زايد بأبوظبي والتي استهللت بها فتر الإجازة، تم الاعلان عن هذه الدورة بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي بالاضافة إلى (برودكاستات) عبر البلاك بيري، ويبدو أن إحدى تلك البرودكاستات قد وصلته عن طريق الصدفة وهو ما دفعه لارسال رسالته التهكمية !
الدورة عدت على خير ولله الحمد كانت فرصة سانحة للتعرف على المبنى الجديد لجامعة زايد، ولكن شاءت الأقدار أن أقابل هذا الصديق بعدها بعدة أيام ، والذي حالما رآني سألني -راسما على وجهه ابتسامة صفراء- عن الدورة وانطباعاتي حولها.. إلا أنني عاجلته بدوري بسؤال: من الذي أرسل لك البرود كاست؟
فسكت ولم يتكلم!
بالمناسبة صديقي هذا لم يكن هو الوحيد الذي علق فهناك غيره كثر استغلوها فرصة للسخرية والتندر… والسبب معلوم بطبيعة الحال!
(٢)
أنا بطبعي استغلالي أو هكذا يقول بعض ممن حولي!
فلم أكن أنوي حضور ندوة الأدب الساخر في الإمارت التي أقيمت مساء يوم الاثنين الماضي إلا أن الصديق العزيز “بو سيف” أحرجني بكرمه معي والذي استهله بالمرور علي واصطحابي من المنزل بسارته الفاخرة إلى مكان إقامة الندوة في مقر “ندوة الثقافة والعلوم” في منطقة الممزر بمدينة دبي ومرورا (بالريفريشمنت) الذي تمثل في عصير البرتقال الطازج الذي شربناه من مقهى Mug & Bean القريب!
نظمت الندوة بحضور الأساتذة: خالد السويدي المعروف بالمزوحي، عبدالعزيز حارب المهيري صاحب مدونة في جعبتي حكاية، عبدالله الشويخ صاحب عمود “مزاح ورماح” في صحيفة الإمارت اليوم، و يوسف النعيمي المغرد النشيط على تويتر صاحب مدونة كوفي شوب، وقد أدارها باقتدار الأستاذ جمال الشحي صاحب دار كتّاب للنشر
محاور الندوة كانت مثيرة في مجملها وإن كانت البداية هادئة بعض الشيء وذلك بعد أن تطرق كل متحدث إلى بداياته في مجال الأدب الساخر واسهاماته فيها، قبل أن يتطرق الحوار إلى بعض الإشكاليات التي قد يقع فيها الكاتب الساخر منها على سبيل المثال المبالغة التي قد تصل إلى حد اختلاق الأحداث، وهي النقطة التي كانت لي مداخلة حولها كوني ككانت ساخر أضطر في بعض من الأحيان إلى إضافة خلطة من البهارات على بعض المقالات لإضافة عنصر التشويق إليها.
الحضور لهذه الندوة كان كبيرا على غير المتوقع هذا بالرغم من الإعلان المتأخر عنها والذي اعتمد بشكل كبير على شبكات التواصل وبالتحديد “تويتر” المفاجأة تمثلت في العنصر النسائي الذي شكل ما يقارب ٥٠ ٪ من الحضور، مع آن هناك بعض الاتهامات التي وجهت لأحد المتحدثين بتحامله على المرأة واستهدافها بشكل كبير من خلال مقالاته، حضور الندوة كان أيضا فرصة سانحة للقاء بعض الشخصيات (التوتيرية) والتعرف عليها على الواقع.
تمنيت في الحقيقة أن أكون ضمن المتحدثين، فتجربتي في الكتابة الساخرة لا تقل عن من تم دعوتهم للتواجد على المنصة، ليس تقليلا من شأن أحد ولكن أستند إلى شهادة المتابعين لهذه المدونة منذ انطلاقها قبل ما يقارب العشر سنوات ، ولكن عزائي أنني خرجت من هذه الندوة بأخبار مبشرة عن الكتاب الذي أنوي إصداره قريبا!
(٣)
قبل أن تدخل إلى أي مركز تجاري في دبي سيصادفك ملصق كبير معلق على الباب الزجاجي ينبه الزوار بضرورة الالتزام بارتداء الأزياء المحتشمة خصوصا السياح منهم، ولكن كلما أرى إحدى تلك الملصقات يتبادر إلى ذهني سؤال واحد فقط وهو: “ما هو معيار الزي الفاضح؟”
فقبل أيام أثيرت هذه القضية على تويتر بعد أن صرح أحد المغردين بأنه قام بإبلاغ إدارة أحد المراكز عن فتاة أجنبية تتجول في المركز وهي ترتدي لباسا غير لائقا، وقد استجابت إدارة المركز بالفعل للشكوى وطلبت من الفتاة مغادرة المركز.
- فهل الزي غير المحتشم يشمل كل ما يعلو الركبة؟
- أم الزي الذي يشف ويبين ما تحته؟
- ماذا عن اللبس الذي يكشف أجزاء كبيرة من المفاتن.. أو ذلك الذي يلتصق بالجسم محددا لجميع الأجزاء بكل دقة؟
- ماذا عن قمصان (أبو صرة) وتيشيرتات (أبو علاقة)..خصوصا و أننا دخلنا في فصل الصيف و ما أدراكم ما يفعله الصيف في أزياء النساء!
المشكلة أن المعايير باتت تختلف من شخص إلى آخر، فالشخص الذي (عينه طويله) مفهوم الزي غير المحتشم عنده فيه سعة في حين ظهور أجزاء من الذراع أو الساق من قبل سائحة أجنبية يعتبر من العري الفاضح عند بعض المتحفظين، أما الأجانب فهم بطبيعة الحال لا يلتزمون بأي معيار محدد فيما يتعلق باللباس ولا فرق عندهم بين ملابس المول بين ملابس (البيتش)!
لا أدري لماذا عندما أرى أزياء بعض النساء الأجانب أشعر لوهلة أن الواحدة منهن استيقظت للتو من نومها وقررت المجيء للمول وهي ناسية أن تغير ملابسها،،،،، أو ربما تناست.. ما أتمناه أن لا اتكون قد نسيت غسل وجهها وتفريش أسنانها!
(٤)
مضى أكثر من نصف هذه الإجازة و لم أسافر إلى أي مكان كما خططت مسبقا (سامح الله الي كان السبب!) ، خطة الإنقاذ جاءت عن طريق الصديق العزيز منصور الذي سبق و أنا تخاوينا سوية في رحلة العام الماضي إلى بوتان، وذلك بعد رق لحالي وتأثر بمعاناتي في البحث عن رفيق للسفر بدون تحديد الوجهة، فما هي إلا ساعات بعد مكالمتي له و إذا به يهاتفني مجددا مقترحا علي أالسفر إلى وجهة جديدة تماما وذلك بناء على نصيحة من مكتب السفر الذي يتعامل معه.
ترددت في البداية قبل أن أتحمس وذلك بعد قليل من التقصي والتحري و الاستعانة بآراء بعض المغردين على تويتر ومدفوعا بالتكلفة المعقولة نسبيا لهذه الرحلة، فمع مقدم الصيف المبكر هذا العام فواضح أن الصيف لم يخرج كل ما في جعبته بعد، و إن شهري يوليو و أغسطس لناظريهما لقريب!
رحلتي غدا ولذلك نشرت هذه التدوينة مبكرا !
(1659)
نايس مقال
مزيد من الإبداع والتألق
تقبل مروري ،،،
لا اعرف كلما يذكر أحدهم يوم الجمعة لا يخطر ببالي سوى التجرد من كل شيء
وأن أفعل لا شيء …. ر غم أنه لغيري يوم الجمعة والاجتماع والحضور والوجبة الجماعية
لكم تمنيت أن يكون هذا اليوم لي ,.. ولي فقط
يوم لنفسي لذاتي …أختفى من كل شيء
لايعني ذلك بأنى حققت مااتمنى …فكل مايحدث هو العكس تماما
يوم حافل ب ومليء وزحم كل ماتعني الكلمة
اسمحلى أن اعقب على ماقلت بما يخص لباس المرأة
الفجوة في اللباس مابين النساء هي مقترنة بما تصنفه المرأة ذاتها
لا اعتبر ان هناك مقياسا للبس المحتشم طالما بأن أصبحت حتى العباءة بزينتها وكشختها كما اسمع لا تليق
من اللباس ماهو معقول وماهو غير معقول
وهذا بالنهاية هو حرية شخصية لمن يرتديه …ولكني مع ان الانسان يجب ان ينضبط بمكان يرغب بزيارته
ومحاولته انتقاء ملابسه لتناسب بيئة معينة بما لا ينفى رضاه هو رقي وخلق بحد ذاته
تحيتي