سمعت عنها قبل مدة قصيرة عندما حثني أحد الأقارب بالمساهمة بما لدي من مدخرات، ساردا لي مميزات تلك المحفظة من عائد شهري يسيل له لعاب اللسان – وسوائل الأنف أيضا!!- و الذي يصل إلى 30% شهريا من مبلغ رأس المال و هو ما يعني استعادة رأس المال في أقل من 4 أشهر!
بالإضافة إلى الضمانات التي يوفرها صاحب المحفظة، عبر تسليم كل مساهم شيك موقع ومختوم بقيمة كامل المبلغ المستثمر مع السماح له بسحب مبلغ الاستثمار في أي وقت وبدون إنذار مسبق!
وقبلها بسأبيع تلقيت دعوة كريمة أخرى من صديق للمساهمة في محفظة استثمارية أخرى مقابل عائد شهري ثابت يتراوح بين 7 آلاف و 11 ألف .. حسب تقلبات السوق!
جوابي كان واحدا لكلا الشخصين وهو:
” مازال عندي (شوية) عقل يمنعني من أضحي بتحويشة عمري في محافظ الوهم هذه- بيني وبينكم أصلا مافي تحويشة..و البركة في البيت!!- فأي نوع من أنواع الاستثمار بالإمكان أن يدر على المساهم ربح منتظم بواقع 30% شهريا أي 360% سنويا!”
فالاستثمار في مجال بيع وشراء العقارات معروف ولا يدخل أكثر من 15% سنويا حتى لو كان الاستثمار على سطح القمر!
و المضاربة في الأسهم لا يتجاوز الربح فيها 100% هذا لو افترضا أن صاحب المحفظة مضارب عبقري وله خبرة وباع كبير في السوق، وأمه تدعي له كل يوم قبل أن يذهب إلى البورصة وجدته أيضا إذا كانت مازالت على قيد الحياة… بالإضافة إلى امتلاكه لـ (حظ) يفلق الحجر كما يقولون.. ولكن من سابع المستحيلات أن يصل الربح إلى 360% سنويا!
من الغريب والمستهجن في نفس الوقت أن أغلب من ينساق وراء هذه الأوهام شريحة كبيرة من الناس قوامها أفراد متعلمين ومثقفين ولهم وزنهم في المجتمع، ولكن الظاهر أنه “الطمع” الغريزة الفطرية في نفوس أغلب البشر!
ما أضحكني كثيرا وجعلني أكاد أنقلب على ظهري من شدة الضحك قراءة تصريح هذا النصاب بعد إلقاء القبض عليه بأن إقبال الناس المنقطع النظير- و اسمحوا لي أن أطلق عليهم لقب مغفلين– هو ما شجعه على استقبال مزيد من الأموال، والنتيجة بكل بساطة… 2500 مغفل ساهموا بما مجموعه 400 مليون درهم هي ما تم ضبطها بحوزة ذلك النصاب!
لا أدري أين كان المصرف المركزي وأين كانت الأجهزة الأمنية عن هذه المحافظ طوال الفترة الماضية، صحيح أن “القانون لا يحمي المغفلين” ولكن القانون أيضا يجب أيضا أن “يقف سدا منيعا في وجه الحرامية والنصابين”
مادونا…مرحبا الساع!
لم أستطع بعد قراءتي لخبر مقدم مادونا إلى دبي إلا أن أرحب بها مع غيري من المرحبين و المتحمسين لرؤيتها هنا “ترقص” في دبي!
أهلا بك يا مادونا…في مدينة تحطيم الأرقام القياسية …مدينة الأطول و الأكبر و الأضخم و الأقصر.. و الآن الأعهــ … عفوا.. الأغلى أجرا بـ55 مليون درهم فقط عبرثلاث ساعات هي مدة الحفلتين التي تنوي أقامتهما في نوفمبر المقبل!
يا مرحبا الساع بك أنت و اثنين من أبنائك القادمين من غير زواج (هذا العدد الرسمي وماخفي فالله به أعلم) لنقدمك للشباب والبنات على طبق من ذهب..و بالمقابل ستحصلين على أجر هو الأعلى في مشوارك الفني الذي قارب على الانتهاء!
سأذهب حالا لكي أشتري تذكرة لحضور حفلة من الحفلتين.. .. كلا بل سأحرص على حضور الحفلتين..فلابد لي أن أقوم بواجب الضيافة على أكمل وجه..أعرف أنني قد لا أنجح في الحصول على أي تذكرة و لكنني سأحاول جاهدا حتى لو تطلب مني إنفاق كامل أول راتب لي في وظيفتي الجديدة في السوق السوداء.. فهل هناك من سيخاويني؟!!
نقطة:
ألم أقل لكم أنني لا أستطيع الابتعاد طويلا!
(1626)
24 تعليقات -- هل تود أن تترك تعليق ما ؟
هذا الرمز * يعني أن الحقل مطلوب . بريدك الإلكتروني لن يتم نشرة