الحمدلله مرت الأزمة على خير و استطعت تأجيل موعد سفري ليومين آخرين، و ذلك بعد ان راجعت المدير المباشر لي و شرحت له الظروف و لحسن الحظ تفهم الوضع و اعترف بغلطته على عكس ذلك الموظف المتغطرس الذي أتجنب الاحتكاك به خشية الدخول في صدامات (دموية) جديدة، لا أنكر أنني ارتحت نسبيا عندما تم التأجيل و لكن مثل هذه المواقف و الصدامات تخلق جوا مشحونا مليء بالتوتر قبل الالتحاق بالسفينة، و من المؤسف حقا أن تجد المنفذ لدى ذلك المدير -الأجنبي الجنسية- في حين تفاجأ بأن الموظف المواطن يحاربك بشتى الوسائل و الطرق بدلا من أن يساندك و يقف في صفك كونك ابن البلد و أهدافنا تصب أولا و أخيرا في سبيل رفعة الوطن.
قد تمتد رحلتي هذه المرة إلى خمسة أشهر (رقم قياسي) كوني أفكر جديا في استغلال فترة الإجازة التي سأحصل عليها في التحضير لدراسة الماجستير في بريطانيا أواخر هذا العام إن شاء الله، فالحصول على شهادة الماجستير قد يكون ملاذي الوحيد للحصول على فرصة عمل أفضل أنهي بها حالة (اللااستقرار) التي أعيشها منذ عدة سنوات، قدمت أوراقي لعدة جامعات و مازلت أنتظر رسالة القبول من إحداها لأعود مجددا إلى مقاعد الدراسة بعد فترة انقطاع دامت ثلاث سنوات.
رحلتي القادمة ستكون على متن هذه السفينة و اسمها “مروح”:
مكالمة منغصة
11 صباحاً |عصر اليوم تلقيت اتصالا من الموظف المسؤول عن تنسيق الرحلات البحرية في الشركة ليبلغني أنه يتوجب علي الالتحاق بالسفينة غدا الساعة السادسة مساء، ممأ اثار غيظي و حنقي الشديد نظرا لأنه حدد لي مسبقا يوم الأربعاء القادم أي بعد 4 أيام من اليوم، و ما غاظني أكثر أن هذا الموظف كان يعلم بموعد تغيير موعد وصول السفينة قبل عدة أيام إلا أنه بسبب إهمال و تقصير منه لم يخبرني بالموعد الجديد إلا اليوم و في نهاية الدوام متعذرا بكثرة الأعباء و المشاغل على ظهره! حاولت أن أشرح له أن المنطق و الأصول يفرضان أن أخبر بموعد الإلتحاق قبل أسبوع على الأقل و ليس قبلها بأقل عن 24 ساعة فطول الرحلة قد يتجاوز الثلاثة أشهر و تحتاج بالتأكيد إلى فترة كافية من الاستعداد و التجهيز كما أنني هيأت نفسي نفسيا و معنويا على السفر في التاريخ المحدد، إلا أن جهودي جميعها ذهبت هباء و تحولت المكالمة إلى (صراع البقاء) فلم أجد مفرا من قطعها و إغلاق السماعة في وجهه بعد أن أوشكت أعصابي أن تفلت مني.
ليس هذا هو الاصطدام الأول مع هذا الشخص الذي لا يحترم مشاعر الآخرين، فلقد تكرر الخلاف معه أكثر من مرة كما أن الكثير من الزملاء غيري يعانون من تصرفاته غير المسؤولة، عموما هذا نتاج طبيعي لسياسة وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب… فماذا تتوقعون من خريج اقتصاد و علوم سياسية إذا ما عين في منصب منسق رحلات بحرية؟
لا أدري حقيقة ماذا أفعل ..فهذه المكالمة أزعجتني كثيرا و أفسدت علي بقية يومي…إلا أنني سأناضل بقوة و أنا جاهز لأية نتيجة محتملة حتى لو تطلب مني بعض التضحيات.
(1054)