قبل أكثر من شهرين وضمن فعاليات معرض جيتكس التقني اقتنيت كاميرا جديدة مدفوعاً بتخفيضات مغرية من الوكيل المحلي طيب الذكر، وذلك ضمن عرض لا يتكرر كثيراً ولا أظنه سيتكرر أبداً!!
ولازلت أجهل حتى الآن السبب الذي دفعني للشراء مع أنني أمتلك كامرتين احترافيتين، إحداها تعتبر من أفضل الطرازات الموجودة في الأسواق، وكلتاهما تؤديان الغرض المطلوب منهما وزيادة، وهو التقاط صور عالية الجودة تشبع غروري في ممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي.
وقد جرت العادة بعد كل جولة (شوبينغ) أن أكون متحمساً بشكل غريب للعودة للمنزل مبكراً مدفوعاً برغبة طفولية في استكشاف تفاصيل المشتريات الجديدة، كما أجد متعة غير محدودة في تقليب صفحات كتيب الاستخدام واستكشاف الخصائص والمميزات التي يتمتع بها الوافد الجديد، وهو الأمر الذي لم أفعله هذه المرة، حيث مازالت الكاميرا في صندوقها الأصلي تقبع في ركن قصي داخل الخزانة. انتبهت لها قبل أيام فاكتفيت بإخراج الصندوق من الكيس البلاستيكي ومسحت الغبار الذي تراكم عليها قبل أن أرجعها مجدداً إلى الخزانة!!
مؤخراً دخلت في حرب ضروس في مواجهة نفسي الأمارة بالسوء التي كانت تلح علي باقتناء طراز حديث من أجهزة الكمبيوتر المحمول لمحته في أحد المتاجر، فتولدت بيني وبينه علاقة حب من أول نظرة!
حرصت خلالها على المداومة على قراءة الأذكار والمعوذات لدحض جميع المبررات والوساوس الداخلية التي عادة ما تنشط مطلع كل شهر وبالتحديد عند وصول مسج البنك معلناً عن نزول الراتب، من ضمن تلك المبررات:
• الجهاز القديم ثقيل جداً (كلمة جداً زيادة في الإقناع)، علماً بأن الجهاز الجديد أخف من القديم بثلاثمئة غرام فقط!
• بطارية الجهاز لاتدوم طويلاً وكلفة استبدالها تفوق سعر الجهاز نفسه!
• بعض أحرف «الكيبورد» مفقودة بفعل فاعل، كلمة فاعل اسم مرفوع تعود إلى ابني الصغير عمر والمفعول به هو الكيبورد!
• عمر هذا الجهاز ثلاث سنوات أي إنه يزيد عن عمر أصغر أبنائي بأكثر من ستة أشهر وهو حدث نادر جداً على اعتبار أن آخر جهاز كمبيوتر امتلكته أكمل فترة الحمل فقط!
حسناً علي أن أعترف بأن مقاومتي انهارت تماماً بعد أن أغرتني بائعة حسناء (تصادف) وجودها في المتجر بمنحي قسيمة شراء بقيمة 400 درهم، (ليخاوي) ذلك الكمبيوتر الكاميرا وأشياء أخرى كثيرة داخل الخزانة.
في رأيكم، هل كنت سأصمد لمدة أطول لو كان البائع رجلاً؟!
*هذه التدوينة تم نشرها في صحيفة الرؤية بتاريخ ٢٥/١٢/٢٠١٢
(2956)
9 تعليقات -- هل تود أن تترك تعليق ما ؟
هذا الرمز * يعني أن الحقل مطلوب . بريدك الإلكتروني لن يتم نشرة