في هذه الدنيا أناس ليس لهم عمل ولا هواية إلا التثبيط من عزائم وهمم الآخرين و زرع مشاعر الإحباط واليأس بداخلهم، فتجدهم أينما حلوا ورحلوا وهم يبثون سمومهم ووينشرون أفكارهم الهدامة لكل من يصادفهم، لا يرون الدنيا إلا من خلال نظاراتهم السوداء القاتمة و لا يعجبهم العجب و لا الصيام في رجب، فإن نظمت شعرا قالوا: “ركيك” وإن كتبت نثرا قالوا: “مفكك”، و إن اخترعت اختراعا قالوا: “كوبي” وإن رسمت لوحة فنية قالوا: يظن نفسه “بيكاسو” وإن التقطت صورة قالوا: “رديئة”، وإن أنشأت موقعا إلكترونيا قالوا: “متأرنت” وإن غنيت أغنية قالوا : “صوته نشاز” وإن نشرت مقالا في جريدة قالوا: عن الجريدة مغمورة وإن أتقنت هواية لاستغلال وقت الفراغ قالوا: “فاضي”، وإن تبوأت منصبا قالوا: “محظوظ”… و قس على هذا المنوال كثير من التجارب والمحاولات التي توأد في مهدها بسبب تعليق سخيف أو كلمة غير موزونة من هؤلاء المحبطين.
هؤلاء الفئة من الناس لا يحلوا لها المقام إلا عندما ترى من حولهم يشاركونهم مستقع الفشل الغارقين فيه، لايحبون الخير لغيرهم وقلوبهم مليئة بالغل والحسد، أسعد الأنباء لديهم هي أخبار فشل الآخرين وسقوطهم، تجدهم يستشهدون دائما بالمثل ” ماطار طير وارتفع إلا كما طار وقع” وهم أصلا لم يجربوا إثارة التحليق و لو مرة في حياتهم!
هذه ليست سوى عينات بسيطة من مجتمعنا العربي المعروف عنه بأنه مجتمع “تحبيطي” بحت لا يشجع أبدا على الإبداع أو التميز، هذا التحبيط يبدأ من الوالدين في المنزل ومن التربويين والمدرسين في المدرسة قبل أن يمتد ويشمل البيئة المحيطة، ولذلك لا غرابة أننا نعاني من شح في عدد الموهوبين والمتميزين وذلك بالمقارنة مع المجتمعات الغربية التي ما أن تظهر علامات والنبوغ على أحد مواطنيها حتى تجد المجتمع بأسره يمد يد العون والمساعدة لاحتضان هذه الموهبة، ابتداء من أفراد العائلة ومرورا بالحي والجيران ووسائل إعلام وحكومات وغيرها، بل إن هناك في كثير من الدول مؤسسات خاصة تعني بالمتميزين لاحتضانهم وإبراز قدراتهم، فبات أمرا طبيعيا أن يكون فيهم نصيب الأسد من العلماء والأدباء ولاعبي الكرة والموسيقين في حين نكتفي نحن بالتغني بأطلال الماضي و أمجاد الآباء والأجداد!
ملاحظة: الصورة منقولة من معرض الصديق المصور بدر العوضي
(1631)
توني كتبت موضوع عن هذا الشي .. التحبيط ما شاءالله محيط بنا من كل مكان وللاسف إنه ياتي من اقرب الناس لك ..
فيني قهر بس خليني ساكتة احسن لأني لو تكلمت بغلط
كانت عندي صديقه فيها كل هذه المواصفات والمشكله انها كانت من المقربين في العمل وخارج العمل لدرجة انها كانت تحسسني بأني صغيره واقل منها وكل انجازاتي مالها معنى، وانا وياها ما كنت احس بهذا كله طبعاً ، بس الحمدالله قبل سنوات ابتعدت عنها بسبب الظروف لكني قمت احس بالفرق بعد مرور الوقت اني انا قوية ومرنه واقدر اصادق اي شخص وانجز اي عمل وبإتقان والحمدالله وصلت لمكان في العمل هي ما وصلت له .. الحمدالله …. انا كنت مضطهده وانا مب حاسه علشان جي احس بمعاناة ان يكون في حياة اي حد شخص من هالنوع
للاسف مجتمعاتنا ما زالت تعيش اجواء الاحباط والتخلف وكل انواع التدمير النفسي ، بحيث لا يبدع مبدع ولا ينجح ناجح.. وان وجد من بيننا شخص ناجح فان الذم والشتم واختلاق القصص الوهمية يعتبر اقل هدية تقدم له … تقديرا لانجازاته !!
للأسف الشديد كل اللي قلته صحيح ..
مجتمع محبط لأبعد الحدود ..
هذا اللي فالحين فيه العرب ..
التقليد .. التثبيط .. التنكيد ..وغيره كثير ..
كلام بالرغم من قسوته ومرارته .. بس حقيقة ..
كلمات أعجبتني..
للدكتور عائض القرني
“إن لم يكن لك حسّاد فلا خير فيك”
روبرت غرين
” لا تطهر كاملاً أكثر مما ينبغي”
ماكس إيجرت
“ليس كل النقد عادلا”
“ليس كل النقد مفيد”
“ليس كل النقد له مايبرره”
والأهم أنه “ليس كل النقد صحيحاً”
علينا أن نتعامل مع الحساد الغيورين بذكاء فنمتصّ غيرتهم، ونستفيد من نقدهم في تطوير أنفسنا، و الأهم أن لانلجمهم حتى لا يتظاهروا بأنهم الأصدقاء.
شكرا على المدونة الرائعة لقد
استمعت تماما بكل كلمة
محمد حسن
فتاة الحزن:
قرأت موضوعك و أحسست أنك بالفعل تعانين من قهر داخلي كبير..ولكن أتمنى أن تكوني قد تغلبتي عليه .
نجمة:
و أنا نفس الشيء…لكن انطلاقتي لم تحن بعد!
سامي المخلافي:
صحيح.. و لذلك كما ذكرت سابقا لا نمتلك الكثير من الموهوبين و إن برز لدينا أحد فسرعان ما يهاجر إلى الدول الغربية التي تستقبله استقبال الأبطال!
عيون الحب:
شكرا على مرورك و إضافتك الطيبة 🙂
أوركيد:
أقوال مأثورة جميلة..كنت أبحث عن إحداها لأضمنه في المقال لكن لم يحضرني شيء للأسف.. ألأشكرك على إضافك المتميزة دوما..
محمد حسن:
بارك الله فيك..و أتمنى أن لا تنقطع زيارتك للمدونة..
كثيراً ما يظن المرء أنه مضطهد أو مقهور ، على الرغم من إنكار ذلك من ” طوب الأرض” من المحيطين به، حيث يقولون إنه غير ذلك، بل هي مجرد هلاوس وأوهام في نفسه.
المشكلة يا صديقي ليست في الوقوع تحت سطوة القهر بقدر ما هي أثقل إذا ما كانت هذه السطوة سوغتها علاقة مباشرة بينك وبين ذلك القاهر .. مثل أن يكون صديق مقرب منك.. أو زميل في العمل .. أو حتى من شخص مجهول قد لا تعرفه .
هنا .. لابد من وقفة .. فالإنسان قد يحتاج إلى العديد من الوقفات في حياته خصوصا إذا تعلقت بشيء من تقرير المصير والاستقلالية.. ودونها سيظل هكذا .. يتألم .
وقد يكون التضحية بصديق أو زميل إلى الأبد هو الوسيلة الوحيدة للإبقاء على الذات دون انكسار أو عطب.. فالذات البشرية كالإناء الذي تستطيع بسهولة أن تملأه بالماء الصافي النقي .. غير أنك لا تستطيع أن تطهره من بقايا الروث الذي نفثه في روحك شخص .. غير صديق أو زميل !!
المهم ألا تدع لهؤلاء مكان في داخلك .. فمكانهم الطبيعي هناك .. في مزبلة الذكرى والذاكرة !
تحياتي يا أسامة
وأتمنى أن تبق ثابتاً .. فأنت على صواب .. وإلا .. فلمن يكون غد هنا ؟
محمد
و كأنك تعرف ما يجول بخاطري يا محمد!
أعجبتني نغمة التضحية…فهي بالضبط ما أنوي القيام به..فالحياة لا تقف أبدا على شخص واحد..أو شخصين!
لك تحياتي!!
عزيزتي الحلوة… نعم أنا بالضبط كما قلتي..موهوب..و شايف عمري.. و ديكتاتوري..لذلك لست آسفا على حذف ردك…و بالمناسبة أسلوبك الصبياني في الرد واضح و مكشوف يا (صاحب الهم) فحافظ على ورقة التوت التي تستر ما تبقى من ….
عانيت من هؤلاء كثيراً في طفولتي بالذات,,
ولكني الآن كلما تسلط أحد هؤلاء المرضى علي , تيقنت أني سائر في الطريق الصحيح , وعلى الأقل أفضُلهم وإلا لما أثرت حقداً في نفوسهم وغيرة.
O s a m a تحية لكلمك المتميز , تذكر :الكلاب تنبح , والقافلة تسير
دمت مبدعاً خلوقاً
Saudi Wanderer:
صدقت يا أخي…الكلاب تنبح و القافلة تسير..و ستظل تسير إى أن تصل إلى هدفها بإذن الله..